تشارك الولايات المتحدة في المناورات بتمثيل كبير يعكس جدية التزامها بأمن منطقة الشرق الأوسط، ويشمل هذا التمثيل وحدات تنتمي إلى عدة فروع من القوات المسلحة الأميركية، وهي قوات البحرية للقيادة المركزية الأميركية، ومشاة البحرية الأميركية، ودوريات حرس السواحل الأميركي لمنطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الأطلنطي، والذين يتدربون إلى جانب وحدات من الجيش البحريني الملكي والقوات المسلحة الأردنية والقوات المسلحة السعودية.
وتهدف مناورات “الغضب العارم 24” إلى تدريب القوات المشاركة على الإنزال الجوي البحري والتكامل مع وحدات الإمداد البحري مسبقة النشر، وذلك في النطاق الجغرافي لعمليات القيادة المركزية الأميركية، ويتضمن ذلك التدريب على حشد ونشر قوات برية محمولة جوا وإنزالها في مناطق بحرية آمنة اعتمادًا على إمدادات سابقة التموضع والنقل الجوي لمسافات بعيدة.
يقدم هذا النموذج من نشر القوات خيارًا استراتيجيًا لنشر القوات بسرعة في أي نطاق جغرافي واعتمادًا على منظومات إمداد بحري ثابتة تمنح القوات المشاركة مرونة في تنفيذ العمليات والقدرة على التعامل مع التحديات الأمنية المختلفة.
يعد هذا النوع من القوات البحرية المحمولة جوًا عنصرا أساسيًا من مشاة البحرية الأمريكية يجمع بين مختلف أذرع القوات المسلحة ووحداتها تحت قيادة ضابط واحد.
وتمثل مناورات “الغضب العارم 24” أحدث محطات الشراكة الدفاعية الممتدة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتوحد هذه الدول خلف هدف مشترك وهو حماية الأمن الإقليمي في مرحلة تتسم بزيادة التحديات الأمنية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وفي الشهر نفسه تشارك الولايات المتحدة أيضًا في مناورات “الأسد المتأهب” والتي تقام في الأردن، في إشارة أخرى على عزم الولايات المتحدة تعميق شراكاتها في المنطقة سعيًا نحو تعزيز الأمن الإقليمي.
هذا وتحتفظ القيادة المركزية الأمريكية بوجود عسكري في المنطقة عبر البر والبحر والجو خاصة مع انتشار التوترات الأمنية.
ومن ضمن أهداف مناورات “الغضب العارم 24” تحسين التكامل العسكري التكتيكي بين القوات المشاركة وتعزيز جاهزيتها وقدراتها على مجابهة مختلف التحديات. انطلقت فعاليات المناورات يوم الأول من مايو 2024 وتستمر 31 يومًا حتى نهاية الشهر.