والأربعاء، تبادلت إسرائيل وحزب الله الهجمات عبر الحدود؛ حيث شنت إسرائيل غارتين استهدفتا بلدتي ياطر ويارون في قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان، بينما استهدف حزب الله بلدة المطلة الإسرائيلية التي تضم منطقة عسكرية بطائرة مسيرة مفخخة.
جاء هذا بعد يوم من قصف حزب الله مستوطنة كريات شمونة، في شمال إسرائيل، بنحو 70 صاروخا، قال في بيان إن هدف القصف دعم الشعب الفلسطيني في غزة ورد على قتل امرأة وزوجها وابنها في قصف إسرائيلي لبلدة حولا اللبنانية.
ماذا نعرف عن “كريات شمونة”؟
• مستوطنة في شمال إسرائيل قرب الحدود اللبنانية، ويعني اسمها “ثمانية”، وقامت سنة 1949 على أنقاض قرية فلسطينية بعد تهجير سكانها واستيلاء عصابات الهاجاناه الصهيونية عليها.
• بدأ استيطانها على يد اليهود بـ14 يهوديا يمنيا، وارتفع عدد السكان بسرعة ليصبح 4 آلاف شخص بحلول عام 1951، ثم 22 ألفا و336 شخصا عام 2021، أكثرهم قدموا من المغرب.
• نتيجة موقعها، صارت هدفا للفصائل الفلسطينية المقيمة في لبنان، ثم لصواريخ جماعة حزب الله، فقد شنت عليها فصائل فلسطينية هجمات بصواريخ الكاتيوشا عامي 1981 و1986، وقصفها حزب الله بالكاتيوشا في عملية “عناقيد الغضب” سنة 1996 ثم في 1999، ثم في حرب عام 2006 التي تحولت خلالها المستوطنة إلى مكان للأشباح بعد مغادرة معظم سكانها لها؛ حيث تم قصفها بـ1012 صاروخا.
حالة حرب
يعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي، مئير مصري، أن إسرائيل “عمليا في حالة حرب مع حزب الله منذ 4 أشهر”، نتج عنها تهجير سكان المناطق الحدودية في كلا الجانبين.
ويصف مئير مصري لموقع “سكاي نيوز عربية”، هذه “الحرب” بأنها “بدون هدف واضح من جانب حزب الله؛ فهو يطلق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية ويدمر منازل المواطنين بدافع التضامع مع قطاع غزة، بمعزل عن الدولة اللبنانية، وفي انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة التي تمنعه من الوجود على الشريط الحدودي”.
وعن رد فعل تل أبيب، يقول الأكاديمي والحزبي الإسرائيلي: “السؤال المطروح الآن هو إذا كانت إسرائيل سوف تستمر في ضبط النفس، أما إنها سوف تقدم على تدخل بري في العمق اللبناني لتأمين حدودها وتنظيف المنطقة العازلة من عناصر مليشيا إيران؟”.
ويجيب بأن “لدى إسرائيل القدرة والرغبة في الانقضاض على حزب الله، ولا يمنعها سوى الضغط الأميركي؛ فالولايات المتحدة تخشى أن تندلع حرب إقليمية شاملة لا تزال تحاول تفاديها”.
وأما عن الجبهة السورية التي تشنّ منها فصائل موالية لإيران أيضا هجمات على الجولان التي تحتلها إسرائيل، فيقول مئير مصري: “هي خارج المعادلة لعدة أسباب، أهمها هشاشة النظام السوري والسيطرة الروسية شبه الكاملة على الأرض والجو”.
مواجهة منفردة
يتوقّع أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية، مردخاي كيدار، أن الحرب مع حزب الله ستظل في نطاق المناوشات الحدودية، ولن تتحول لحرب شاملة كما حدث في الماضي، مستدلا على ذلك بأن:
• موقف حزب الله الداخلي في لبنان ليس كما كان سابقا؛ فالمسيحيون والسنة والدروز في حالة عداء سياسي معهم، ولا يلقون إلا دعم المكون الشيعي في البلاد.
• سيخسر حزب الله الحرب مع إسرائيل لو دخلها بشكل منفرد؛ لأن إسرائيل قادرة على التعامل مع أعدائها إذا ما كانوا منفردين، وهم يعلمون ذلك جيدا، وبعد مواجهتها “حماس” فإنها قادرة على مواجهة حزب الله، ثم باقي المجموعات القريبة منهم.
أما إذا تحوّل الأمر لحرب شاملة لأي سبب، فيرى كيدار أن إسرائيل قادرة على مواجهة الحزب؛ لأن حربها في قطاع غزة شبه منتهية، والجيش سحب معظم قواته من القطاع؛ ما يعني وجود ما يكفي من القوات في الشمال لمعالجة الصراع مع حزب الله.
ولتجنّب هذا التصعيد، أعلن رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، أن محادثات غير مباشرة لوقف الأعمال القتالية على الحدود ستبدأ خلال شهر رمضان.