وأضاف فـي كلمته أمام اجتماعات الدورة الحادية والثلاثين للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا – الإسكوا، بمقر الجامعة العربية، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستهدف القضاء على حركة كما يزعم، وإنما القضاء على مجتمع بأكمله، وتمزيق نسيجه، وتدمير إمكانية الحياة في قطاع غزة لوقت طويل قادم ، مؤكدا أن هذه هي أهداف العملية الإسرائيلية التي لم تعد خافية على أحد.
وأردف: “وليس لهذه الخطة الشيطانية سوى غاية واحدة هي تصفية القضية الفلسطينية بفصل الشعب عن أرضه، إما بالقضاء على إمكانية الحياة على هذه الأرض.. أو بتهجيره قسريا وترحيله بقوة السلاح.. وهو ما لن يكون أبدا”.
وقال إن قادة الجيش الإسرائيلي لا يتورعون عن الإفصاح عن هذه الأهداف، مشيرا إلى أنهم “يقولون بلا مواربة أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في المستقبل، وهم يعلنون تنصلهم، المرة بعد المرة، من اتفاق أوسلو وما تمخض عنه من إنشاء السلطة الفلسطينية، ويصرحون بلا خجل أنه لن يكون للفلسطينيين سيادة على أرضهم”.
وأكد أبو الغيط “أن هذا احتلال لا يخفي وجهه أو يجمل أهدافه، وإنما يُعلن عنها في صفاقة وتبجح غير مسبوقين، وهو أيضا استهانة بالشعوب والأمم التي عبرت عن موقفها بصورة لا لبس فيها في تصويت أخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة، انحازت فيه الدول بأغلبية ساحقة للجانب الصحيح من التاريخ مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، بوقف فوري للمذبحة الدموية والعقاب الجماعي الذي لم يعد له مكان في عالمنا”.
وأردف أبو الغيط قائلا: “كل يوم جديد من هذه الحرب تبعدنا عن حل الدولتين الذي قبل به الفلسطينيون والعرب والعالم أجمع باستثناء إسرائيل التي تعتقد مخطئة أن بإمكانها إنزال نكبة ثانية بالفلسطينيين.. لكنها وإن قتلت آلاف من المدنيين الأبرياء بلا ذنب أو جريمة، فلن تقتل حلمهم ولن تدفعهم إلى التنازل عن حقهم في الأرض والحياة”.
ووجه “أبو الغيط” مجددا الدعوة للوقف العاجل للحرب، قائلا: “من هنا فإننا نكرر نداءنا العاجل لوقف إطلاق النار حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة، خاصة وأننا نتابع بقلق الأفعال غير المسؤولة التي صارت تُشكل مصدرا للتهديدات في البحر الأحمر بما لها من تأثير سلبي متوقع على الأوضاع الاقتصادية لدول المنطقة العربية”.