ومن معرض ومؤتمر أديبك 2025 في أبوظبي، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة “بيكر هيوز” لورينزو سيمونيلي، في لقاء حصري ضمن برنامج “بيزنس مع لبنى” على قناة سكاي نيوز عربية، عن ملامح التحول الذي تقوده التكنولوجيا في الصناعة، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي بات لاعبًا رئيسيًا في تعزيز كفاءة الإنتاج وخفض الانبعاثات.
خريطة الطاقة الجديدة
وأشار سيمونيلي إلى أن السنوات الثلاث المقبلة ستكون حاسمة في رسم خريطة الطاقة الجديدة، مع توقعات بارتفاع الاستثمارات العالمية إلى أكثر من 3.3 تريليون دولار في 2025، وتزايد الاعتماد على الغاز كمصدر طاقة انتقالي بين الوقود الأحفوري والطاقة النظيفة، مشددًا على أن الابتكار والتعاون الإقليمي هما مفتاح التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
- تسجيل طلبات جديدة بقيمة 8.2 مليارات دولار في الربع الثالث من 2025، ما يعكس أداءً ماليًا قويًا وتنوعًا في الأنشطة الصناعية والتكنولوجية.
- توقع انتعاش الطلب العالمي على الطاقة في النصف الثاني من 2026، رغم التباطؤ الذي شهده عام 2025.
- اعتبار الغاز الطبيعي وقود المرحلة المقبلة، مع رفع تقديرات الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال من 800 مليون طن سنويًا في 2030 إلى 950 مليون طن في 2035.
- تراجع تأثير التوترات التجارية إلى الحد الأدنى من التكلفة المتوقعة (100–200 مليون دولار) بفضل الاتفاقيات والزخم الإيجابي في الأسواق.
- تصاعد دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تعزيز الإنتاجية وكفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات.
- تأكيد مكانة منطقة الشرق الأوسط كمحور رئيسي لقطاع الطاقة العالمي، مع توسع المشاريع في السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، والعراق لدعم الإنتاج المحلي وتطوير حلول الغاز.
نتائج قوية ومرونة في مواجهة التحديات
استهل سيمونيلي حديثه مع الإعلامية لبنى بوظة بالتعبير عن فخره بنتائج الربع الثالث للشركة، مؤكدًا أن أداء بيكر هيوز أظهر مرونة عالية وتنوعًا استراتيجيًا في محفظتها الصناعية والتقنية، رغم التحديات التي شهدها السوق العالمي للطاقة خلال عام 2025.
وقال: “أنا فخور بما حققناه في الربع الثالث، لقد سجلنا طلبات بحوالي8.2 مليار دولار، وهو ما يعكس قوة الشركة وتنوع خدماتها في مجالات المعدات الدوارة، والغاز الطبيعي، والغاز الطبيعي المسال.”
وأشار إلى أن الطلب العالمي على هذه المعدات الحيوية ما زال قويًا، فيما شهد قطاع خدمات حقول النفط بعض التراجع خلال 2025، متوقعًا أن يظل الطلب متواضعًا في النصف الأول من 2026 قبل أن يبدأ بالانتعاش في النصف الثاني من العام ذاته.
أسعار متوازنة
وحول أسعار النفط، قال سيمونيلي إن السوق ما زال متوازنًا، موضحًا أن بعض التحركات السعرية تكون مدفوعة بالعواطف على المدى القصير، في حين أن الأساسيات طويلة الأجل تبقى إيجابية.
وأضاف: “عندما ننظر إلى المستقبل، وتحديدًا إلى عامي 2026 و2027، نرى أن توقعات الطلب على الطاقة تظل قوية سواء في الدول المتقدمة أو النامية. الإمدادات الإضافية التي ستدخل السوق سيتم امتصاصها بسهولة، وهذا دليل على متانة الطلب العالمي.”
وقود المستقبل
ورأى الرئيس التنفيذي لبيكر هيوز أن الغاز الطبيعي لم يعد مجرد “وقود انتقالي”، بل أصبح وقود المستقبل النهائي، مشيرًا إلى أنه يمثل محورًا رئيسيًا في استراتيجية الطاقة العالمية، خصوصًا مع النمو المتسارع في الطلب على الطاقة من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
وقال سيمونيلي: “في مكالمة أرباحنا للربع الثالث، قمنا برفع توقعاتنا لقدرات الغاز الطبيعي المسال من800 مليون طن سنويًا في عام 2030 إلى950 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.
وأكد أن العالم يعيش اليوم “حقبة الغاز”، وأن بيكر هيوز في موقع قوي جدًا لقيادة هذا التحول بفضل خبراتها الواسعة في تكنولوجيا الغاز المسال والمعدات المرتبطة به.
وفي ما يتعلق بالتوترات التجارية التي شهدها عام 2025، قال سيمونيلي إن الشركة كانت قد قدرت تأثيرها المالي بين 100 و200 مليون دولار، إلا أن الواقع جاء أفضل من التوقعات، موضحًا أن التأثير النهائي سيكون في الحد الأدنى من هذا النطاق بفضل القرارات والإجراءات الإيجابية التي اتخذت مؤخرًا لتحفيز سلاسل التوريد.
الذكاء الاصطناعي يغير المعادلة
وحول شعار مؤتمر أديبك لهذا العام “الطاقة والذكاء الاصطناعي والتأثير”، أوضح سيمونيلي أن الشعار يعكس تمامًا التحول الجاري في معادلة الطاقة العالمية، قائلاً:
“الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الصناعة الطاقية. في بيكر هيوز نستخدم التكنولوجيا لتحسين الكفاءة والإنتاجية داخليًا، ولدعم عملائنا في التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.”
وأضاف: “المعرفة اليوم هي القوة، والطاقة هي المعرفة، ومعادلة الطاقة الجديدة تتمثل في هذا الترابط الوثيق بين العالم الصناعي والعالم الطاقي.”
الشرق الأوسط بيتنا
وختم سيمونيلي بالتأكيد على أن الشرق الأوسط يمثل محورًا أساسيًا في استراتيجية الشركة، قائلاً: “نعتبر المنطقة بيتنا، ولدينا وجود قوي في السعودية وعُمان والإمارات والكويت والعراق، ونواصل تعزيز القدرات المحلية في هذه الأسواق.”
وكشف عن نجاح الشركة مؤخرًا في حفر آبار غاز باستخدام تقنية الأنابيب الملفوفة المتكاملة في السعودية، إضافة إلى مشروعات الغاز الطبيعي المسال في قطر والإمارات، مشيرًا إلى أن المنطقة ستواصل لعب دور حيوي في تلبية الطلب العالمي على الطاقة، من خلال الاستفادة من مواردها الضخمة وتطبيق الحلول التقنية المتقدمة.


