الأهلي المصري نجح في الإطاحة بأصحاب الأرض من ربع النهائي، بعدما تغلب على اتحاد جدة بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليتأهل بطل إفريقيا، لمواجهة بطل أميركا الجنوبية، من أجل بلوغ المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه.
استكشاف فلومينينسي
فور انتهاء لقاء الأهلي واتحاد جدة، بدأ الجميع يبحث عن المنافس البرازيلي، في محاولة لاستكشافه والتعرف عليه عن قرب، ليس فقط بالنسبة للجهاز الفني للفريق المصري بقيادة السويسري مارسيل كولر، فالجماهير أيضا تبحث لمعرفة منافس فريقها المقبل.
وخلال رحلة استكشاف “فلومينينسي” عرف الجميع تقدم أغلب لاعبيه في السن بشكل لافت للنظر، حتى أن البعض لقبه بفريق “كبار السن” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع امتلاكه عددا من الوجوه المألوفة في عالم كرة القدم.
ويعد الظهير الأيسر، مارسيلو، نجم ريال مدريد الأسبق، أبرز نجوم الفريق البرازيلي وأشهرهم على الإطلاق، حيث سبق له التتويج بمونديال الأندية من قبل 4 مرات بقميص ريال مدريد.
كبار السن
يمتلك فريق فلومينينسي في قائمته هذا الموسم 10 لاعبين عمرهم أكثر من 30 عاما، من بينهم ثنائي أكثر من 40 عاما، وثلاثة لاعبين أكثر من 35 عاما.
الحارس البرازيلي فابيو هو الأكبر سنا في صفوف الفريق البرازيلي، بعد أن بلغ عامه الـ43 في شهر سبتمبر الماضي، ويأتي خلفه المدافع البرازيلي فيليبي ميلو، البالغ 40 عاما.
ثالث أكبر اللاعبين في صفوف الفريق هو قلب الدفاع البرازيلي دافيد براز، وعمره 36 عاما، ويبلغ عمر مهاجم الفريق، اللاعب الأرجنتيني جيرمان كانو 35 عاما، وهو نفس عمر الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو.
ويوجد في قائمة فلومينينسي أكثر من لاعب عمره 34 عاما، على رأسهم وهم الثلاثي البرازيلي كينو، وجانسو، وسانتوس، لكن في الوقت نفسه يمتلك الفريق عدة لاعبين شباب.
هجوم شاب
يعد المهاجم البرازيلي الشاب كوانا إلياس، البالغ 17 عاما، من المواهب الواعدة في صفوف فلومينينسي وهو أصغر لاعب في الفريق، بالإضافة إلى الجناح الأيسر البرازيلي إيزاك البالغ 19 عاما.
ويمتلك فلومينينسي المزيد من المواهب الشابة في خطوطه الهجومية، ومنهم المهاجم البرازيلي جون كينيدي وعمره 21 عاما، والجناح الأيسر البرازيلي جيوفاني، في نفس العمر، ومواطنهم أرثر صانع الألعاب البالغ 18 عاما.
أفكار تدريبية غير مألوفة
ويمتلك المدرب البرازيلي فرناندو دينيز سيلفا، المدير الفني لفريق فلومينينسي، أفكار غريبة في عالم كرة القدم، حيث لا يعترف بضرورة شغل كل لاعب مركزا بعينه، ويطلق العنان للاعبين لحرية الحركة في كل المراكز.
سيلفا انتقد من قبل أسلوب المدرب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي، قائلا: “لا أعتمد على مركزية اللاعبين والاستحواذ على الكرة مثل غوارديولا، هذا عكس أسلوبي تماما، فأنا أعتمد على اللا مركزية”.
بعض المحللين والمدربين الآخرين، وصفوا طريقة لعب مدرب فلومينيسي بالعشوائية وافتعال الفوضى في الملعب، لكنها في النهاية نجحت في تتويج فريقه بلقب كوبا ليبرتادوريس ليصبح منافسا قويا في كأس العالم للأندية.
ورغم تصريحاته ضد أسلوب غوارديولا، يعتمد سيلفا في كثير من الأوقات على الاستحواذ على الكرة ومحاولة خلق ثغرات في دفاعات الخصم عن طريق التحركات السريعة للاعبين بين المراكز وتناقل الكرة في كل الجهات بشكل سريع.
وتتيمز طريقة فرناندو بالقوة في الضغط على الخصم لاستعادة الكرة، وهو ما يشكل ضغطا على دفاعات الخصم التي تحاول الخروج بالكرة عن طريق التمريرات القصيرة لبناء الهجمات من الخلف.
وتتنوع طريقة اللعب لدى سيلفا ما بين (4-2-3-1) في حالة الدفاع، و(4-2-4) في حالة الهجوم، مع منح الحرية الكاملة للأظهرة الدفاعية للتقدم والتحول إلى أجنحة هجومية أثناء اللعب.
التشكيل الأساسي
لا يغير سيلفا كثيرا في تشكيل فريقه، حيث يعتمد دائما على عناصره الأساسية دون الحاجة إلى التدوير إلا في حالات الإصابات أو الإرهاق أو تعرض بعض اللاعبين للإيقاف، وهو التشكيل الذي خاص به أغلب مباريات كوبا ليبرتادوريس الأخيرة، بما فيها المباراة النهائية، وهو كالتالي:
حراسة المرمى: فابيو (43 عاما)
خط الدفاع: مارسيلو (34 عاما)، فيلبي ميلو (40 عاما)، نينو (26 عاما)، إكسافير (33 عاما)
خط الوسط: أندري (22 عاما)، مارتينيلي (22 عاما)
خط الهجوم: كينو (34 عاما)، جانسو (34 عاما)، آرياس (26 عاما)، كانو (35) عاما
تاريخ فلومينينسي
حصد الفريق البرازيلي بطولة كأس أندية أمريكا الجنوبية الأبطال “كوبا ليبرتادوريس” مرة واحدة فقط، الموسم الماضي، بعد أن نجح في التغلب على فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني الشهير في نهائي مثير.
ويعد فلومينينسي من أقدم أندية البرازيل، حيث تأسس عام 1902، لكنه لم ينجح في الفوز بلقب الدوري في بلاده سوى 4 مرات فقط، لينتظر كثيرا بين المرة والأخرى حتى يأتي جيل ذهبي يمكنه التتويج على عرش البرازيل.
نجح فلومينينسي كذلك في التتويج بلقب إنتر كونتينتال مرة واحدة فقط، كما فاز ببطولة كأس البرازيل مرة واحدة فقط في تاريخه، لكنه اعتاد الفوز ببطولة “كاريوكا” التي يشارك بها أندية العاصمة في البرازيل فقط، حيث حصدها 31 مرة.
ويشارك الفريق البرازيلي لأول مرة في تاريخه ببطولة كأس العالم للأندية، وذلك بسبب عدم نجاحه في الفوز بكأس كوبا ليبرتادوريس من قبل، وهي الطريقة الوحيدة لحجز بطاقة التأهل للمونديال، بخلاف الفوز بلقب الدوري في البلد المنظم، ولم تحاول البرازيل تنظيم البطولة حتى الآن.
معرفة قديمة
وتشهد مواجهة النادي الأهلي وفلومينينسي في نصف نهائي المونديال، معرفة قديمة بين أحد نجوم الفريق البرازيلي ونظرائه في العملاق المصري، حيث سبق للجناح الأيسر البرازيلي كينو اللعب في الدوري المصري من قبل.
كينو كان أبرز نجوم نادي بيراميدز، ولعب ضد الأهلي أكثر من مرة، ونجح في زيارة الشباك الحمراء خلال منافسات الدوري المصري، وهو ما يمنحه أفضل بين كل زملائه في فلومينينسي، نظرا لمعرفته الجيدة بالفريق المصري.
ويمتاز كينو بالسرعة والمهارة، وقدرته على تسديد الكرة البعيدة من أقصى الجهة اليسرى بيمناه إلى الزاوية العكسية للحارس، وهو ما يجعل الحارس محمد الشناوي أمام اختبارات كثيرة صعبة كلما اقترب كينو من منطقة الجزاء.
