وقصة خلود التي رفضت عائلتها النزوح لوسط وجنوب القطاع خلال الحرب، واحدة من مئات القصص المؤلمة، خاصة في ظل العمليات العسكرية العنيفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي بمختلف مناطق القطاع وأدت لدمار كبير بغزة.
وبسبب الحرب قتل وأصيب مئات الآلاف من سكان القطاع، في حين اضطر نحو مليونين آخرين للنزوح لوسط وجنوب القطاع، فيما تؤكد المصادر الفلسطينية أن آلاف العائلات مسحت بالكامل من السجل المدني بسبب الحرب.
وقالت حسان، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه وخلال الاجتياح الأخير للجيش الإسرائيلي لحي الزيتون حوصرت العائلة في منطقتها السكنية القريبة من مفترق دولة على شارع صلاح الدين، مشيرًة إلى أن الجيش دمر المنطقة بالكامل.
وأوضحت أنه “مع بداية الاجتياح أقدم الجيش الإسرائيلي على تدمير منزل للجيران كان يتواجد فيه نحو 58 فردا، وهو الأمر الذي أدى لمقتلهم جميعا”، لافتة إلى أنه وحتى اللحظة لا تزال جثامينهم تحت ركام المنزل ومنازل أخرى مدمرة في الحي.
وأشارت إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية تسببت أيضا بمقتل 10 أشخاص من عائلتها بعد تدمير جزء من منزلهم، مبينة أن من تبقى على قيد الحياة لم يتمكن من إسعاف المصابين وهو ما زاد من عدد الضحايا.
وتابعت: “رأيت بأم عيني بعض أفراد العائلة وهو يفارقون الحياة بسبب صعوبة وصولهم إلى المستشفيات، ثلاثة من أبناء عمي كانوا يحتضرون ولم أتمكن من تقديم الخدمات الاسعافية لهم”، مؤكدة أن الحصار المطبق حال دون ذلك.
وأضافت “حوصرنا داخل المنزل لعدة أيام، وبعد ذلك قررنا الخروج رافعين الراية البيضاء، للبحث عن مكان آمن في ظل نقص الغذاء والدواء والمياه”، مبينة أنها كانت برفقة والديها ومن تبقى من أبناء العائلة داخل المنزل.
وتابعت: “بمجرد وصولنا بالقرب من مسجد الحي أطلقت علينا طلقات نارية من الدبابات الإسرائيلية ما أدى لمقتل والدي ووالدتي على الفور”، مشيرًة إلى أنهم اضطروا للهرب والعودة إلى المنزل تحت وطأة العملية العسكرية والحصار الإسرائيلي.
ولفتت إلى أنها “شاهدت قيام دبابة إسرائيلية بدهس والديها بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجروح خطيرة للغاية، وهو ما أدى لتفتيت جثامينهم ومفارقتهم للحياة دون الأخذ بعين الاعتبار كبر سنهم”.
وحسب حسان، فإنها اضطرت مع عدد قليل من أفراد العائلة للبقاء في المنزل لحين انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية، وفور انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل محدود من المنطقة عادت لمكان مقتل والديها.
وبينت أنها اضطرت لجمع ما تبقى من رفات والديها بأدوات بدائية بسيطة هي الكريك والقحاشة، خاصة وأن جسده دمر بالكامل بسبب دهسه من الدبابة الإسرائيلية، لافتًة إلى أن جثامينهم كانت مختلطة ببعضها البعض ولم يتبقى منها إلا القليل.
وزادت “تعرضت خلال العملية العسكرية الإسرائيلية للموت أكثر من مرة وبقيت لساعات طويلة تحت ركام أحد المنازل، إلا أن مساعدة أقربائي أنقذتني”، معبرًة عن حزنها الشديد لما مرت به من تجربة صعبة للغاية خلال الحرب.
وتطالب حسان، بضرورة العمل على محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين في غزة، خاصة وأنها كانت تستهدف المناطق والأحياء السكنية بشكل مباشر، لافتًة إلى أنها ستعمل على المطالبة بحق والديها وجميع أقاربها.