وقال نتنياهو في رده على مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” بوجود مطالب من جنرالات إسرائيليين لوقف الحرب في غزة دون تحقيق الأهداف: “اليوم نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر مجهولة بأن إسرائيل ستكون مستعدة لإنهاء الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها، لا أعرف من هم هؤلاء الأطراف غير المسماة”
وأضاف في مقطع فيديو أن “المستوى السياسي حدد للجيش هذه الأهداف وتتوفر لدى الجيش كافة الأدوات لتحقيقها. لن نتراجع سواء أمام تقارير نيويورك تايمز أو أي جهة أخرى، نحن مشحونون بروح النصر”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد أكدت أن كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حركة حماس في السلطة في الوقت الحالي.
واعتبرت أن هذا المطلب يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي عارض الهدنة التي من شأنها أن تسمح لحماس بالبقاء على قيد الحياة في الحرب.
ويعتقد 6 مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير الإسرائيلين المحتجزين لدى حماس.
ونظرا لعدم جاهزيتهم لمزيد من القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، يعتقد الجنرالات أيضا أن قواتهم تحتاج إلى وقت للتعافي في حال اندلاع حرب برية ضد حزب الله.
ويمكن للهدنة مع حماس أيضا أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، وفقا للمسؤولين، الذين تحدث معظمهم دون الكشف عن هويتهم.
وحسب الصحيفة، فإن نتنياهو يشعر بالقلق من الهدنة التي تبقي حماس في السلطة لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى انهيار ائتلافه، الذي قال بعض منه إنها ستنسحب من التحالف إذا انتهت الحرب دون هزيمة حماس.
استنزاف الطاقة والذخائر
ويعكس موقف الجيش من وقف إطلاق النار تحولا كبيرا في توجهه خلال الأشهر الماضية، حيث أصبح من الواضح أن نتنياهو كان يرفض التعبير عن خطة ما بعد الحرب أو الالتزام بها، وقد أدى هذا القرار بشكل أساسي إلى خلق فراغ في السلطة في القطاع، مما أجبر الجيش على العودة والقتال في أجزاء من غزة.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال هولاتا لـ”نيويورك تايمز”: “إن الجيش يدعم بالكامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار”.
وأضاف هولاتا الذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين: “إنهم يعتقدون أن بإمكانهم دائما العودة والاشتباك مع حماس عسكريًا في المستقبل».
وتابع “إنهم يدركون أن التوقف في غزة يجعل وقف التصعيد أكثر احتمالا في لبنان. ولديهم ذخائر أقل وقطع غيار وطاقة أقل مما كانوا عليه من قبل، لذلك يعتقدون أيضًا أن التوقف المؤقت في غزة يمنحنا مزيدا من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله”.
وفي مواجهة سيناريو بقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي مقابل استعادة الرهائن يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءا بالنسبة لإسرائيل، كما قال هولاتا. ووافق على ذلك 4 مسؤولين كبار تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
رد الجيش
بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي تصميمه على مواصلة القتال حتى تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وعودة المختطفين والعودة الآمنة للسكان في الشمال والجنوب إلى منازلهم.
وأضاف الجيش في رده على مقال “نيويورك تايمز” أن قتال حماس سيواصل في كل مكان في قطاع غزة.
وتابع الجيش الإسرائيلي أن الحرب في غزة ستستمر إلى جانب مواصلة تعزيز الاستعداد للحرب في الشمال.