عبّرت أسهم الشركة والطفرة التي حققتها في وول ستريت، عن حالة التفاؤل الناتجة عن هذه الشراكة وبإطلاق Apple intelligence بينما لا تزال أنظار المستثمرين تترقب مجموعة من التحديات التي تواجه الشركة، بما في ذلك الدعاوى القضائية والتحقيقات المتعلقة بـ “الاحتكار” في أوروبا والولايات المتحدة، حيث تخضع الشركة لتدقيقات من الجهات المعنية بحماية المنافسة.
يأتي ذلك جنباً إلى جنب ومجموعة التحديات الأخرى التي تواجهها الشركة، بما في ذلك التحديات المرتبطة بأزمة سلاسل الإمداد والتوريد، فضلاً عن التحديات المتعلقة بالمنافسين الذين يقدمون إمكانات قوية بأسعار أقل، وغيرها من الصعوبات التي تضع أسهم الشركة تحت مجهر المراقبة.
دعاوى قضائية
وانضمت أربع ولايات أميركية أخرى، يوم الثلاثاء، إلى الدعوى القضائية التي رفعتها وزارة العدل ضد شركة أبل. وقالت الوزارة في بيان لها، إن الشركة المصنعة لهواتف آيفون تحتكر أسواق الهواتف الذكية.
بحسب وزارة العدل، فإن الولايات الأربع هي (إنديانا وماساتشوستس ونيفادا وواشنطن). وكان قد تم رفع الدعوى الأصلية في مارس، وانضمت 15 ولاية ومقاطعة إلى الدعوى في ذلك الوقت.
- تزعم الدعوى القضائية أن شركة أبل تستخدم قوتها السوقية للحصول على المزيد من الأموال من المستهلكين والمطورين ومنشئي المحتوى والفنانين والناشرين والشركات الصغيرة والتجار.
- تتهم الدعوى المدنية شركة أبل بالاحتكار غير القانوني للهواتف الذكية، من خلال فرض قيود تعاقدية على المطورين وحجب الوصول المهم عنهم.
وقالت وزارة العدل في وقت سابق إن شركة أبل تتقاضى ما يصل إلى 1599 دولاراً مقابل جهاز iPhone وتحقق أرباحًا أكبر من أي منافس. وقال المسؤولون أيضاً إن الشركة تفرض رسوماً مخفية على شركاء تجاريين مختلفين، بدءاً من مطوري البرامج إلى شركات بطاقات الائتمان وحتى المنافسين ألفابيت، بطرق تؤدي في نهاية المطاف إلى رفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
فيما قالت شركة أبل إنها تخطط لمطالبة قاض اتحادي في نيوجيرسي بإلغاء القضية، بحجة أنها “تواجه منافسة شرسة من منافسين راسخين”، بحسب تقرير نشرته رويترز.
هذه ليست المرة الأولى التي تخضع فيها شركة آبل للتدقيق التنظيمي. واجهت الشركة ونظيراتها في مجال التكنولوجيا لسنوات اتهامات بإثراء أنفسهم عن طريق قمع المنافسين.
وفي أوروبا كذلك واجهت أبل اتهامات وملاحقات بزعم انتهاكها قانون الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بخدمات بث الموسيقى التي تقدمها، إلى جانب حظر قواعد متجر التطبيقات التي يعتقد أنها تعيق المنافسة.
5 تحديات
من الولايات المتحدة، يقول المستشار الأكاديمي في جامعة “سان خوسيه” الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، إن شركة آبل تواجه عدداً من الأزمات التي تُلقي بظلالها على أسهمها وقيمتها السوقية في العام 2024، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه الشركة للإعلان عن منتجات جديدة.
ويشير في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى أن هذه الأزمات تتمثل في خمس عناصر رئيسية:
- تباطؤ النمو: تشهد سوق الهواتف الذكية تباطؤاً في النمو، مما يُؤثر على مبيعات آبل من أجهزة آيفون.. وتواجه الشركة منافسة متزايدة من الشركات المصنعة للهواتف الذكية الأخرى، مثل سامسونغ وهواوي.
- اضطرابات سلسلة التوريد: تُعاني سلسلة توريد آبل من اضطرابات بسبب العلاقات المتوترة مع الصين، وتؤدي هذه الاضطرابات إلى نقص في المكونات وارتفاع التكاليف، مما يُؤثر على ربحية الشركة؛ لذلك اتجهت إلى الهند وفيتنام للتصنيع.
- التضخم وارتفاع أسعار الفائدة: يُؤدي التضخم وارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، مما قد يُؤثر على طلب المستهلكين على منتجات آبل.
- قضايا المنافسة: تواجه آبل تحقيقات مضادة للاحتكار في عديد من البلدان، مما قد يُؤدي إلى غرامات كبيرة وتغييرات في نموذج أعمالها.
- نقص الابتكار: يتهم بعض المنتقدين آبل بنقص الابتكار في السنوات الأخيرة، وتواجه الشركة ضغوطاً للإعلان عن منتجات جديدة ومُبتكرة للحفاظ على اهتمام المستثمرين والمستهلكين.
ويؤكد في معرض حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أنه رغم هذه التحديات؛ لا يزال عديد من المحللين متفائلين بآفاق آبل على المدى الطويل، ويعتقدون بأن الشركة تتمتع بعلامة تجارية قوية ومنتجات مُبتكرة وقاعدة عملاء مُخلصة.
كما يتوقعون تمكن آبل من التغلب على هذه التحديات وتعزيز النمو في السنوات المقبلة، لا سيما بعد إعلان آبل عن الشراكة مع “أوبن إيه آي” لاستخدام “تشات جي بي تي” في “سيري” وهو دليل على مجهود الشركه لتطوير منتجاتها.
المنافسة الشرسة
وفي هذا السياق، يقول أخصائي التطوير التكنولوجي، هشام الناطور، إن شركة آبل تعاني من أزمات عدّة تؤثر على أسهمها وقيمتها السوقية هذا العام 2024.. ويضيف في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أنه رغم هذه الأزمات تعلن الشركة عن منتجات جديدة.
وفيما تحدث عن التباطؤ العام الذي يواجه سوق الهواتف الذكية، فإنه يشير إلى أن ذلك التباطؤ يؤثر بشكل كبير على مبيعات آيفون، لا سيما وأنه يعد منتج الشركة الرئيسي الذي تعتمد عليه بشكل أساسي.
كما يشير إلى المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين (أكبر اقتصادين في العالم)، خاصة أن الصين لديها شركات هواتف ذكية منافسة بأسعار تصل قيمتها إلى ربع قيمة جهاز الآيفون وبمميزات خارقة، وفي الوقت نفسه تدعم تقنيات الجيل الخامس الـ 5G.
ويتابع الناطور:
- يفضل المستهلك الذي يفتقد القدرة المالية لشراء آيفون أو أجهزة آبل، أن يتجه لشراء جهاز منافس لهؤلاء من “انفينكس وشاومي وريدمي وأوبو وسامسونغ، وهونر أو هواوي” حيث تتمتع هذه الأجهزة بمزايا فائقة، ما قد يؤثر على نمو شركة آبل وتطورها والاحتفاظ بالمركز الذي وصلت إليه.
- تواجه شركة آبل اضطرابات في سلاسل التوريد نتيجة لجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، مما يؤثر على تأخيرات الشحن.
- وكغيرها من الشركات تعاني من آثار ارتفاع التضخم الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، ما يؤثر أيضاً على طلب المستهلكين في طلب هواتف آيفون.
قضايا الاحتكار
ويوضح خبير التطوير التكنولوجي إلى أن عملاق التكنولوجيا آبل، يواجه كذلك تحقيقات مضادة للاحتكار من جهات تنظيمية في عديد من الدول، كان آخرها المشكلة التي أثارها مالك X والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك (بانتقاده الشراكة بين آبل وأوبين إيه آي)، والذي قد يصل حد منع أجهزة آبل من الحصول على السماح بدخول منصة إكس والمنصات المرتبطة به كافة.
ويحذر الناطور في الوقت نفسه من عامل “تقلص الابتكار”، فقد وضعت شركة آبل كافة المستخدمين في قالب معين، وهذا ما واجهته شركة نوكيا من قبل، مما يؤدي إلى فقدان الاهتمام من قبل المستثمرين والمستهلكين.