وقالت إسرائيل إن الشروط الواردة في الاتفاق المقترح لا تلبي مطالبها ومضت قدما في شن ضربات في رفح مع عزمها مواصلة المفاوضات بشأن الاتفاق.
وجاءت تطورات الحرب المستمرة منذ 7 أشهر في الوقت الذي تقصف فيه القوات الإسرائيلية رفح جوا وبرا. وأمرت السكان بإخلاء أجزاء من المدينة التي لجأ إليها أكثر من 1.3 مليون فلسطيني نازح.
وقالت حماس في بيان مقتضب، أمس الاثنين، إن رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية أجرى “اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار”.
نتنياهو يهاجم رفح
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحقا أن اقتراح الهدنة لا يلبي مطالب إسرائيل لكنها سترسل وفدا للقاء المفاوضين لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية أن وفدا من الدوحة سيتوجه إلى القاهرة اليوم الثلاثاء لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن مجلس وزراء الحرب وافق على مواصلة العملية في رفح. بينما كتب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على منصة إكس أن نتنياهو يخاطر بتقويض وقف إطلاق النار بقصف رفح.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المقترح الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه هو نسخة “مخففة” من اقتراح مصري يتضمن عناصر لا يمكن لإسرائيل قبولها.
وذكر المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق”.
وقال مسؤول آخر اطلع على المقترح إن حماس وافقت على اقتراح قدمته إسرائيل في 27 أبريل يتضمن مراحل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وذلك مع تغييرات طفيفة فقط لا تؤثر على البنود الرئيسية في الاقتراح.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن ستناقش رد حماس مع حلفائها في الساعات المقبلة وإن الاتفاق “يمكن جدا التوصل إليه”.
واندلعت أحداث الحرب على غزة في أعقاب هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، حيث تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية بمقتل أكثر من 34600 فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة. وحذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في القطاع.
رفح تحت القصف
ستكون أي هدنة أول توقف للقتال منذ وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا في نوفمبر وأفرجت حماس خلاله عن نحو نصف الرهائن.
ومنذ ذلك الحين تعثرت جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة إذ ترفض حماس إطلاق سراح المزيد من المحتجزين من دون تعهد بوقف دائم للحرب بينما تصر إسرائيل على مناقشة وقف مؤقت فقط.
وقال طاهر النونو المسؤول في حماس والمستشار الإعلامي لإسماعيل هنية لوكالة رويترز إن الاقتراح يلبي مطالب الحركة فيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار في غزة وعودة النازحين الفلسطينيين وتبادل محتجزين إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأمرت إسرائيل أمس الاثنين بإخلاء أجزاء من مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية والتي تعد الملاذ الأخير لنحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية على منزل في رفح قتلت 5 فلسطينيين بينهم امرأة وطفلة.
وتقول إسرائيل إن عددا كبيرا من مقاتلي حماس، وربما عشرات المحتجزين، موجودون في رفح مضيفة أن النصر يتطلب الاستيلاء على تلك المدينة الرئيسية.
ودعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل إلى عدم مهاجمة رفح قائلة إنها يجب ألا تمضي في ذلك من دون خطة كاملة لحماية المدنيين هناك، والتي لم تكشف عنها بعد.
وقال مسؤول أميركي بشكل منفصل إن واشنطن تشعر بالقلق إزاء الضربات الإسرائيلية الأخيرة على رفح لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة.
وقالت إسرائيل أمس الاثنين إنها تنفذ عمليات محدودة في الجزء الشرقي من رفح.
وشهدت العمليات غارات جوية مكثفة، بحسب سكان هناك.
وقال جابر أبو نازلي، وهو أب لطفلين يبلغ من العمر 40 عاما، لرويترز عبر أحد تطبيقات الدردشة “يضربون منذ الليلة الماضية واليوم بعد أوامر الإخلاء، أصبح القصف أكثر كثافة لأنهم يريدون تخويفنا حتى نغادر”.
وبدأت بعض الأسر الفلسطينية النزوح تحت أمطار الربيع الباردة بعد تلقي تعليمات من خلال رسائل نصية ومكالمات هاتفية ومنشورات باللغة العربية بالانتقال إلى ما وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها “منطقة إنسانية موسعة” على بعد نحو 20 كيلومترا.
ووضع البعض الأطفال والمتعلقات على عربات تجرها الحمير، بينما غادر آخرون بشاحنات صغيرة أو سيرا على الأقدام في الشوارع الموحلة.
وبينما كانت العائلات تفكك الخيام وتجمع متعلقاتها، قال عبد الله النجار إن هذه هي المرة الرابعة التي ينزح فيها منذ بدء القتال قبل 7 أشهر.