ونافست 8 أفلام عربية على جوائز الأوسكار، وهي “المراهقون” من اليمن، و”جنائن معلقة” من العراق، و”إن شاء الله ولد” من الأردن، و”باي باي طبريا” من فلسطين، و”فوي فوي فوي” من مصر، و”وداعا جوليا” من السودان، و”بنات ألفة” من تونس، و”كذب أبيض” من المغرب.
وتأهل “كذب أبيض” إلى المرحلة قبل النهائية التي أقصي فيها عن المنافسة، بينما استمر “بنات ألفة” في المنافسة على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل رفقة 4 أفلام أخرى.
وكان لافتا للانتباه وصول أفلام عربية إلى مراحل متقدمة في المنافسة على الجائزة المرموقة، وسط تراجع الأعمال المصرية التي طالما ظلت رائدة في مجال السينما بالعالم العربي.
ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن سينما المغرب العربي، ممثلة في الأفلام التونسية والمغربية، حققت نجاحات، بينما سجلت السينما المصرية تراجعا ملحوظا.
وأضاف الشناوي لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الأفلام العربية التي شاركت في المنافسة على جوائز أوسكار كانت جيدة، سواء (بنات ألفة) أو (كذب أبيض) أو (وداعا جوليا)”.
وأوضح الشناوي أن تراجع السينما المصرية عن المنافسة عالميا له أسباب عدة، أبرزها القيود الرقابية التي تمنع مناقشة بعض القضايا.
واعتبر الشناوي أن “سيف الرقابة يحجم المبدع، ومع مرور الزمن يصبح المبدع رقيبا قاسيا على نفسه، وهذه أصعب أنواع الرقابة”.
وقال: “الإنتاج يتأثر بالرقابة، فعندما يتأجل أو يمنع عرض فيلم يكون المنتج أول المتضررين. الرقابة عنيفة ولا تواجه بل تستسلم لأي محاذير، ومع مرور الوقت بات المبدع نفسه لا يقاوم، وهنا ندفع الثمن جميعا”.
وتابع: “نحن أمام مأزق رقابي من الدرجة الأولى، وفي هذه الأجواء السينما المصرية تختنق”.
وأشار الشناوي إلى أن فيلم “الرحلة 404” لمنى زكي، استطاع أن ينفض غبار تلك المعوقات رغم اعتراض الرقابة عليه منذ عام، معربا عن تمنيه أن “تدفع هذه التجربة إلى دائرة أوسع تكشف لنا أين أصبحنا”.
وأكد أنه “بات من النادر وجود أفلام مصرية جديرة بتمثيل البلاد في المهرجانات العالمية أو العربية أو حتى داخل مصر”، موضحا أن “آخر مهرجان داخل مصر كان الجونة ولم تكن به أفلام مصرية جديرة بحمل اسم البلاد، وحتى عندما وضع فيلمان لحمل اسم السينما المصرية لم يكونا بالمستوى ولم يحصلا على أي جوائز”.
وقال الشناوي إنه “يدق ناقوس الخطر حتى يستيقظ كل من له رغبة في أن تعود قوى مصر الناعمة إليها، خاصة دور السينما”، التي يرى أنها يجب أن تكون “الأقوى بالعالم العربي، وإلا فالتراجع قادم وبقوة”، داعيا إلى التحرر من تعليمات الرقابة التي جعلت أفلاما مصرية لا ترى النور حتى الآن.