صحيفة “جيورازليم بوست” قالت إن التصعيد في سوريا والعراق والبحر الأحمر، والذي قد تتكبد فيه إيران خسائر أكبر مما يمكنها تعويضه بسهولة، قد يشكل تحديا لها على المدى الطويل.
وواصلت إيران تهديداتها لإسرائيل والقوات الأميركية نهاية الأسبوع، فعلى سبيل المثال، هاجم وكلاؤها في العراق بالصواريخ الباليستية قاعدة عين الأسد الجوية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية: “أطلق مسلحون مدعومون من إيران عدة صواريخ باليستية في غرب العراق مستهدفة قاعدة الأسد الجوية، واعترضت أنظمة الدفاع الجوي للقاعدة معظم الصواريخ، فيما سقط بعضها الآخر على القاعدة. تقييمات الأضرار مستمرة”.
وكان يوم السبت يوما حافلا بالنسبة لإيران في المنطقة، إذ منيت بخسائر في سوريا حيث قتل عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني في دمشق.
كما عانت إيران من انتكاسة في اليمن، حيث قصفت أميركا، السبت، صاروخًا حوثيا مضادا للسفن كان يُعد للإطلاق تجاه خليج عدن.
في لبنان أيضا، قصفت الطائرات الإسرائيلية بنى تحتية ونقاط تابعة لحزب الله المدعوم من إيران.
خطوة إيران التالية
وقالت الصحيفة إنه “بالنظر إلى كل هذه الأحداث، يتعين على القيادة الإيرانية أن تفكر بعناية في خطواتها التالية في المنطقة. إنهم يحاولون الآن إدارة سلسلة كبيرة جدا ومعقدة من الصراعات”.
وأضافت: “هذا يشمل غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن، ويشكل تحديا كبيرا بالنسبة لهم، حيث لم يسبق لإيران أن اضطرت إلى إدارة هذا العدد من الجبهات النشطة”.
وكالة أم مواجهة مباشرة؟
من جانبها، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن إيران حاولت إرسال رسالة أميركا وإسرائيل بضرباتها التي استهدفت سوريا والعراق وباكستان، حيث أرادت تأكيد فكرة أنها تواجه بشكل مباشر وليس فقط من خلال الوكلاء.
وأضافت: يجب علينا أن نتقبل أن حماس تبذل جهداً لتعزيز قدراتها العسكرية. وبهذا المعنى، يمكن تنفيذ خطوة لتغيير قواعد اللعبة إذا تمكنت إسرائيل من قطع طريق الأموال بين إيران والحركة.
وتابعت: “إن قطع هذا الارتباط من شأنه أن يحيد الدافع الرئيسي للمجندين في حماس، بحيث لا يمر الطريق إلى انهيار حماس عبر قطاع غزة فحسب، بل وأيضاً عبر إيران”.
ويتوقع خبراء أن يأتي رد طهران على مقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وعنصرين من جماعة حزب الله في لبنان، عبر وكلائها في المنطقة، أما الحرب المباشرة فمؤجّلة بموجب استراتيجية “الصبر الاستراتيجي” التي تعتمدها إيران.
وذهبت التحليلات عقب هجوم 7 أكتوبر للقول بإن إيران من خلال حركة حماس قصدت عرقلة عملية السلام العربي الإسرائيلي في المنطقة وهددت الأمن والسلم في حرب شردت وقتلت المئات حتى اليوم.
وتتحدث تقارير إعلامية عن قيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بدراسة خطط عسكرية تحسبا لتحول حرب غزة إلى صراع إقليمي واسع النطاق وطويل الأمد ستشمل الجماعات الموالية لإيران في سوريا والعراق، وسط مخاوف من انتقال الحرب من وكالة مع أذرع إيران في المنطقة إلى مباشرة ووجها لوجه.