وأوضحت “نيويورك تايمز” أن مسؤولين وجنودا إسرائيليين كانوا داخل هذه الأنفاق، أعربوا جميعا عن دهشتهم من حجم وعمق وجودة الأنفاق التي بنتها حركة “حماس”، كما تفاجأ الجيش الإسرائيلي ببعض الآلات المستخدمة في بنائها.
وقدّر الجيش الإسرائيلي في ديسمبر الماضي أن الطول الإجمالي للأنفاق يبلغ حوالي 400 كيلومتر، إلا أن كبار المسؤولين العسكريين يعتقدون أن طولها الفعلي أكبر بكثير، ويتراوح بين 560 إلى 720 كيلومترا.
ووفقا لوثائق استعرضتها “نيويورك تايمز”، صرّح مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي خلال اجتماع عام 2023 أن الأنفاق لن تكون عاملا مهما في أي حرب مستقبلية ضد “حماس” بسبب قوة الجيش الإسرائيلي، وقد ثبت الآن أن هذا الاعتقاد خاطئ تماما.
وكشفت وثيقة من عام 2022 أن “حماس” استثمرت مليون دولار في مداخل الأنفاق والمصانع تحت الأرض في خان يونس وحدها.
أما في الآونة الأخيرة، فقد قدّرت المخابرات الإسرائيلية أن هناك 160 كيلومترا من الأنفاق في خان يونس فقط، حيث تدور معظم المعارك حاليا.
وثيقة أخرى من عام 2015، ادعت أن “حماس” استثمرت 3 ملايين دولار في الأنفاق في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك تلك التي بنيت تحت البنية التحتية المدنية والمواقع الحساسة، مثل المستشفيات والمدارس.
وحدد الجيش الإسرائيلي نوعين من الأنفاق، الأولى تخدم القادة، والثانية مخصصة لمن يصفهم بالإرهابيين، حيث تكون أنفاق القادة أعمق وأكثر راحة، مما يسمح لهم بالإقامة لفترة أطول، وأحيانا تكون مجهزة بأرضيات السيراميك، أما الأنفاق الأخرى فهي أكثر بساطة وغالبا ما تكون أقل عمقا.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار الجيش إلى أنه تم العثور على وثائق، بما في ذلك قوائم العائلات التي “استضافت” أنفاقا في منازلهم الخاصة، وفي إحدى الحالات، عثرت قوات الجيش الإسرائيلي على خريطة للأنفاق في منزل شمال بيت حانون واستخدمتها لتحديد موقع الأنفاق وتدميرها.
وقال جندي احتياطي في سلاح الهندسة، أشرف على تدمير ما يقرب من 50 نفقا في شمال بيت حانون، لصحيفة “نيويورك تايمز” إن جميعها كانت مفخخة، وذكر أن وحدته عثرت على متفجرات مخبأة في الجدران، بما في ذلك تلك التي يمكن تفعيلها عن بعد.