وأفاد الهنائي أن شركة “Archer” بدأت بالفعل الاختبارات التجريبية للتاكسي الطائر غير المأهول في يوليو الماضي، مع استمرار التجارب استعداداً للمرحلة التالية التي تشمل الإطلاق التجريبي أولاً، ثم الإطلاق التجاري العام المقبل، بعد استيفاء شروط ومتطلبات الهيئة العامة للطيران المدني.
وأشار إلى أن المشروع يضع الإمارات في مقدمة الدول الرائدة في تبني حلول النقل الجوي الذكي والمستدام، ويتيح للأفراد تجربة وسيلة نقل جديدة تلبي احتياجات رجال الأعمال والسياح على حد سواء.
السوق العالمي للتاكسي الطائر
يُقدّر حجم سوق التاكسي الطائر عالمياً حالياً بنحو 6 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يقفز إلى 62 مليار دولار خلال تسع سنوات. وتشير التقديرات إلى أن نحو 15 ألف تاكسي طائر سيكون منتشراً حول العالم بحلول عام 2035، مع الحاجة إلى توظيف 60 ألف طيار بحلول عام 2030، وهو ما يعكس حجم الفرصة الاقتصادية المستقبلية لهذا القطاع.
مواصفات الطائرة وتقنياتها
كشف الهنائي أن الطائرة مأهولة بطيار واحد وتستوعب أربعة ركاب، وهي من طراز Midnight. وتتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي، وكذلك الإقلاع والهبوط التقليدي عبر المدرجات، مما يتيح لها استخدام المطارات المدنية القائمة.
ووفقاً لتصريحاته، يبلغ مدى الطائرة نحو 150 كيلومتراً، وتصل سرعتها إلى 240 كيلومتراً في الساعة (130 عقدة)، وهي مواصفات صممت لتغطية المسافات بين مدن الإمارات الرئيسية مثل أبوظبي ودبي أو أبوظبي والعين، بما يوفر وسيلة نقل أسرع ومرنة مقارنة بالخيارات التقليدية، دون تحديد مدة دقيقة للرحلة.
تلبية احتياجات النمو السكاني والاقتصادي
أوضح الهنائي أن النمو السكانّي والاقتصادي الكبير في الإمارات يفرض ضغوطاً على البنية التحتية للنقل، وأن إدخال الوسائل الحديثةأصبح ضرورياً لتلبية احتياجات النقل السريع، خاصة لرجال الأعمال الذين يتنقلون بين الاجتماعات، وكذلك للسياح الراغبين في تجربة استثنائية وسريعة.
وأشار إلى أن التاكسي الطائر قد يستخدم أيضاً لأغراض رحلات ترفيهية قصيرة من نوع “من نقطة إلى نفسها”، حيث ينطلق الركاب من الموقع نفسه ويعودون إليه، بهدف الترفيه أو التجربة السياحية.
تصميم تجربة نقل متكاملة
أكد رئيس شركة “Archer” للطيران على أهمية التفكير في رحلة الركاب بالكامل من منازلهم إلى وجهاتهم النهائية. وقال إن الشركة تعمل على تقليل الوقت المستغرق للوصول إلى المهبط، عبر دمج وسائل النقل المختلفة مثل سيارات الأجرة، السيارات الخاصة، الدراجات الهوائية، السكوترات، القوارب، أو القطارات، لضمان تجربة نقل سلسة ومتكاملة.
وأضاف أن مركز النقل المتكامل في أبوظبي شريك أساسي في المشروع، إذ يساهم في تحديد المواقع الأنسب لبناء المهابط وضمان توافقها مع وسائل النقل الأخرى، بما يعزز من كفاءة النظام وإمكانية استخدامه على نطاق واسع.
البنية التحتية للمهابط
تم الإعلان، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للأنظمة الذاتية الحركة، عن اختيار شركة مطارات أبوظبي لتطوير المهابط الخاصة بالتاكسي الكهربائي والطائر. وأوضح الهنائي أن المرحلة الأولى ستشمل عشر وجهات على الأقل، من بينها مطار البطين الدولي، مطار البطين الخاص، ومطار زايد الدولي، مع الإعلان عن مواقع إضافية لاحقاً.
وأكد أن الاختبارات التجريبية ستستمر منتصف العام المقبل، على أن يبدأ التشغيل التجاري في الربع الثالث من عام 2026 وفقاً لما أعلن مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، سيف السويدي، بعد استيفاء جميع معايير السلامة.
الشريك التشغيلي وتكاليف الخدمة
أوضح الهنائي أن التشغيل الفعلي سيكون من قبل شركة طيران أبوظبي، أكبر شركة طائرات مروحية تجارية في الشرق الأوسط، بخبرة تقارب 50 عاماً.
وأشار إلى أن تكلفة تشغيل الطائرة الكهربائية أقل بكثير من تكلفة الطائرة المروحية التقليدية، ما يجعل الأسعار مناسبة ومنافسة لوسائل النقل الأخرى، دون أن يصل سعرها إلى مستوى الطيران الخاص.
الاستدامة والابتكار
يشكل التاكسي الطائر جزءاً من رؤية الإمارات نحو النقل المستدام وخفض الانبعاثات الكربونية، حيث تعتمد الطائرات على الطاقة الكهربائية بالكامل، ما يعزز من جهود الدولة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأكد الهنائي أن المشروع يساهم في تعزيز مكانة الإمارات كمركز للابتكار التكنولوجي في النقل الجوي، ويقدم نموذجاً يمكن أن يُحتذى به عالمياً في الربط بين النقل التقليدي والحديث والمستدام.


