يأتي ذلك في وقت يدخل فيه العالم عقداً حاسماً، والطاقة تُحدد وتيرة التقدم.. فمع تفاقم التعقيد الجيوسياسي، ونمو السكان، وتسارع الذكاء، يُمثل أديبك 2025 المكان الذي يتحول فيه الحوار إلى إنجاز، حيث تُعرض الحلول، وتُتخذ القرارات، ويُحفّز التعاون لتحقيق قيمة طويلة الأجل ودفع عجلة التحوّل على مستوى المنظومة، وفق الموقع الرسمي للمؤتمر والمعرض.
وفي هذا السياق، يشير تقرير لـ “وام” إلى أن معرض ومؤتمر “أديبك” خلال مسيرته الممتدة لـ41 نسخة، رسخ مكانة دولة الإمارات الرائدة عالمياً في رسم وصياغة مستقبل الطاقة العالمي وتعزيز مسار التحول في القطاع عبر الاستثمار والذكاء الاصطناعي والشراكات العالمية.
- يسلط “أديبك 2025” الضوء على أهمية تعزيز مرونة أنظمة الطاقة الحالية بالتزامن مع زيادة انتشار الحلول والتقنيات الذكية التي تسهم في تسريع وتيرة التقدم العالمي.
- تبرز منطقة الذكاء الاصطناعي الموسَّعة في “أديبك” مكانة أبوظبي كمركز عالمي لتعزيز التكامل بين قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي (..). كما ستستعرض إسهامات أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي في تحسين أنظمة الطاقة ورفع كفاءتها وتمكين بنية تحتية أكثر ذكاءً ودفع عجلة التقدم المستدام على نطاق واسع.
- يستضيف معرض ومؤتمر “أديبك 2025” أكثر من 2250 جهة عارضة ضمن 17 قاعة عرض.
- يضم 4 مناطق متخصصة تشمل الذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي وإزالة الكربون والقطاع البحري والخدمات اللوجستية، إلى جانب معرض جديد مخصّص للكيماويات والحلول منخفضة الكربون.
- يشارك في الحدث 30 جناحا وطنيا من بينها أجنحة لأسواق ناشئة تسلّط الضوء على فرص استثمارية جاهزة في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية (..).
- من المتوقع أن يستقطب معرض ومؤتمر “أديبك 2025” أكثر من 205 آلاف زائر من 172 دولة حول العالم، كما يتضمن 12 برنامجًا للمؤتمرات، وأكثر من 380 جلسة حوارية يشارك فيها أكثر من 1800 متحدث دولي.
أهمية متزايدة
يقول الأمين العام السابق لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، الخبير الاقتصادي جمال الجروان، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن أديبك من أهم المنصات العالمية في قطاع الطاقة، وقد أصبح اليوم أكثر من مجرد فعالية نفطية؛ إذ تحوّل إلى منبر شامل يناقش مستقبل الطاقة المتوازنة والمستدامة، مشيراً إلى أن أهمية أديبك تتجلى في عدة محاور رئيسية:
أولاً:منصة عالمية لصياغة مستقبل الطاقة
- يجمع أديبك قادة الحكومات والرؤساء التنفيذيين والخبراء والمستثمرين من أكثر من 160 دولة، ما يجعله فرصة فريدة لتبادل الرؤى حول تحوّل الطاقة وخفض الانبعاثات والابتكار في الطاقة النظيفة.
- كثير من الاتفاقيات والسياسات العالمية المتعلقة بالطاقة تنبثق من النقاشات التي تتم خلال أديبك.
ثانياً: دعم التحول نحو طاقة متوازنة
- أديبك توسّع ليشمل الطاقة المتجددة والهيدروجين والتقنيات منخفضة الكربون، في إطار السعي لتحقيق توازن بين أمن الطاقة واستدامتها وتكلفتها، وهو ما يُعرف بـ “معادلة الطاقة الثلاثية”.
- هذا التوجه يجعل من أديبك محوراً أساسياً في الجهود العالمية لتحقيق الحياد الكربوني.
ثالثاً: تعزيز الابتكار والتكنولوجيا
- أديبك يُبرز أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والروبوتات، والتقنيات الذكية في قطاع الطاقة.
- كما يتيح للشركات الناشئة والباحثين عرض حلول مبتكرة لمشكلات الطاقة والمناخ، مما يسيهم في نقل المعرفة والتقنيات بين الدول والشركات.
رابعاً: دعم الاقتصاد الإماراتي وتعزيز مكانتها العالمية
- أديبك يمثل أحد أهم الأحداث الاقتصادية في أبوظبي، ويسهم في تنشيط قطاعات السياحة والخدمات والضيافة.
- إضافة إلى دوره في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للطاقة يجمع بين الخبرة النفطية والريادة في الطاقة النظيفة، بما يعكس دور الدولة في قيادة الحوار العالمي حول الاستدامة.
خامساً: بناء القدرات البشرية
أديبك يولي اهتماماً خاصاً بتأهيل الكفاءاتبهدف تمكين الجيل القادم من المتخصصين في الطاقة، مع التركيز على تطوير المهارات المرتبطة بـ التحول الرقمي، والابتكار البيئي، وإدارة الكربون.
سادساً: منصة للاتفاقيات والاستثمارات
- أديبك يُعد موقعاً رئيسياً لتوقيع العقود والصفقات الاستراتيجية في مجالات الطاقة والبنية التحتية، حيث تعلن خلاله في كل دوره اتفاقيات بمليارات الدولارات ما يعكس ثقله الاقتصادي والسياسي على المستوى الدولي.
27 مليار دولار
ويشار في الوقت نفسه إلى أن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك” يواصل دوره الرائد عالمياً في تسريع وتيرة التقدم وتعزيز القيمة وإيجاد الحلول المبتكرة في ظل الترابط والتكامل بين الذكاء الاصطناعي والطاقة في صياغة مستقبل أكثر استدامة لقطاع الطاقة العالمي.
ونجح “أديبك” خلال النسخ الثلاث الماضية في تحقيق صفقات تجارية وعوائد اقتصادية لقطاع الطاقة بقيمة تجاوزت 27 مليار دولار “99.2 مليار درهم” عبر مختلف القطاعات ليواصل تأثيره الإيجابي في دفع مسيرة النمو وتعزيز التعاون عبر منظومة الطاقة العالمية.
طاقة ذكية
ووفق رئيس معرض ومؤتمر “أديبك 2025″، عبدالمنعم سيف الكندي، فإن الدورة الجديدة من الحدث تنطلق تحت شعار “طاقة ذكية لتقدم متسارع” ما يعكس القناعة الراسخة بترابط قطاعي الطاقة والذكاء الاصطناعي وأهمية تكاملهما في تعزيز وتيرة التقدم العالمي في ظل النمو السكاني وظهور قوى اقتصادية جديدة والتطور المتسارع للتقنيات الحديثة.
وقال الكندي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” إن برنامج مؤتمر “أديبك 2025” يركز على تحقيق هدفين رئيسيين هما تعزيز مرونة أنظمة الطاقة الحالية والاستثمار في الحلول الذكية الداعمة للنمو الاقتصادي المستدام، مشيراً إلى أن الحدث سيستضيف على نحو غير مسبوق نخبة من كبار المسؤولين الحكوميين والقيادات العالمية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار بما يرسخ مكانته كمنصة عالمية لتوحيد الرؤى وتبادل الخبرات وتنسيق الجهود لضمان تحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة.
وأضاف أن أديبك 2025 يجسد السعي نحو بناء منظومة طاقة أكثر تكاملاً وذكاءً قادرة على دعم التقدم العالمي بوتيرة متسارعة انسجاماً مع التحولات الاقتصادية والتقنية المتسارعة التي يشهدها العالم.
الحدث الأبرز
بدورها، تقول أستاذة الاقتصاد والطاقة، الدكتورة وفاء علي، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
- هذا الحدث الأبرز -أديبك- يمثل محطة محورية في سردية التحول الطاقي العالمي؛ كونه أصبح منصة جامعة لكل صُنّاع الطاقة والمبتكرين، لإيجاد حلول تحقق منافع اقتصادية وتوازنًا فاعلًا بين النمو الاقتصادي والتحول الطاقي المستدام.
- معرض ومؤتمر أديبك يُرسخ أهمية تفعيل التمويلات الاستثمارية في قطاع الطاقة، ليكون بذلك منصة لترتيب قواعد الابتكار والاستثمار والسياسات الاقتصادية الداعمة للتحول المستدام.
- الملتقى يشكل حدثاً عالمياً يعزز دعم الطاقة المتجددة وآليات خفض الانبعاثات الكربونية، من خلال التركيز على توظيف البنية التحتية والرقمية في تعزيز الأمن الطاقوي، وإعادة تشكيل المشهد الطاقوي عبر استخدام الروبوتات الذكية ونظم المعلومات في خفض تكاليف التشغيل ورفع كفاءة الاستهلاك.
وتتابع قائلة إن أديبك يفتح آفاقاً جديدة لجذب الاستثمارات المباشرة، باعتبارها الوسيلة الأنجح لتحقيق سياسات الحياد الكربوني، وتوسيع نطاق التطوير الطاقوي في ظل توقعات بزيادة الاستهلاك العالمي للطاقة بنسبة 50 بالمئة بحلول عام 2050، ما يتطلب استثمارات تراكمية تفوق 275 تريليون دولار وفقًا لإحصاءات إدارة معلومات الطاقة الأميريية.
وتشير إلى أن ما يميز عنوان المؤتمر هذا العام هو التركيز على تعزيز الطاقة الذكية كرافعة أساسية لتسريع وتيرة الأفكار والابتكار، ودعم الاقتصادات الناشئة في عالم يشهد انعطافاً سريعاً، وتلعب فيه الطاقة دور المحرّك الرئيس للنمو الاقتصادي المستدام والتشغيل وخلق فرص جديدة عبر التقنيات التكنولوجية الحديثة.
وتؤكد أن المنصة تأتي في وقت يشهد العالم فيه تغيرات جيوسياسية وتقلبات اقتصادية تؤثر بشكل مباشر على أجندة الطاقة العالمية، ما يجعل من أديبك ساحة مهمة للحوار الدولي حول مستقبل القطاع.
وتختم الدكتورة وفاء علي حديثها بالقول إن أديبك يمثل منصة عالمية قادرة على توفير التمويلات ودعم التحول الطاقي عالميًا، ليكون مفتاحًا لرسم ملامح مستقبل الطاقة على أسس من الابتكار، الاستدامة، والشراكة الدولية.


