ووفق الوثائق، فإن مادورو أعدّ رسالة خاصة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سُلّمت عبر مبعوث رفيع زار موسكو منتصف الشهر، طلب فيها دعماً عاجلاً لتعزيز الدفاعات الجوية الفنزويلية وإعادة تأهيل طائرات “سوخوي سو-30 إم كا 2” الروسية، إضافة إلى صيانة محركات ورادارات وشراء 14 مجموعة صواريخ روسية.
كما بعث مادورو برسالة مماثلة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا فيها إلى توسيع التعاون العسكري وتسريع إنتاج أنظمة رادار للكشف المبكر عبر الشركات الصينية “لمواجهة التصعيد بين الولايات المتحدة وفنزويلا”، بحسب نص الرسالة.
وتشير الوثائق إلى أن وزير النقل الفنزويلي رامون سيليستينو فيلاسكيز نسّق مؤخرًا شحنة من الطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية من إيران، موضحًا أن بلاده بحاجة إلى “أجهزة كشف سلبية، وأنظمة تشويش على GPS، وطائرات مسيّرة يصل مداها إلى 1000 كيلومتر”.
وكتب مادورو في رسالته لموسكو أن أي هجوم أميركي على فنزويلا “هو اعتداء على الصين وروسيا أيضا، بحكم وحدة الموقف الأيديولوجي”.
ولم توضح الوثائق كيف ردّت الدول الثلاث على هذه الطلبات.
ورغم الغموض، أكدت الخارجية الروسية دعمها لفنزويلا “في الدفاع عن سيادتها الوطنية”، مشيرة إلى استعدادها “للرد المناسب على طلبات شركائنا في ظل التهديدات المستجدة”. كما صادقت موسكو مؤخرًا على معاهدة استراتيجية جديدة مع كراكاس، تشمل التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا العسكرية.
وتبرز أهمية الدعم الروسي لمادورو في ظل مشاريع قائمة بين البلدين، أبرزها مصنع ذخائر كلاشنيكوف افتتح في يوليو الماضي بعد نحو 20 عاما من التعهد بإنشائه، إلى جانب استثمارات روسية في حقول النفط والغاز الفنزويلية تُقدّر بمليارات الدولارات.
الاهتمام يتراجع
لكن محللين يرون أن اهتمام موسكو بفنزويلا تراجع منذ اندلاع حرب أوكرانيا، حيث نقلت روسيا بعض منشآتها الاستخباراتية من فنزويلا إلى نيكاراغوا، وتركز حاليًا على محيطها الأوروبي.
وفي المقابل، يرى دبلوماسيون أميركيون أن مجرد تحريك واشنطن أكثر من 10 بالمئة من أسطولها البحري نحو الكاريبي يُعد مكسبًا لموسكو، لأنه يشتّت الانتباه الأميركي عن أوروبا.
ويرى مراقبون أن أي سقوط لنظام مادورو سيكون ضربة قاسية للكرملين، إذ ستفقد موسكو أحد أبرز حلفائها في نصف الكرة الغربي، ما سيضعف أيضًا حليفتها التاريخية كوبا التي تعتمد على التعاون الاستخباراتي مع فنزويلا.
لكن خبراء روس يؤكدون أن الكرملين ليس مستعدًا للمواجهة العسكرية من أجل مادورو، خاصة مع انشغاله في أوكرانيا.
رغم ذلك، يبقى النفط الرابط الأقوى بين موسكو وكراكاس. فالشركات الروسية تمتلك حصصًا في ثلاثة مشاريع مشتركة تنتج نحو 107 آلاف برميل يوميا — أي 11 بالمئة من إنتاج فنزويلا — وتدرّ نحو 67 مليون دولار شهريًا. كما تمتلك حقوقًا لاستكشاف حقول الغاز البحرية باتاو وميخيّونيس، تقدر قيمتها بنحو 5 مليارات دولار.


