وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، الخميس، أن هيغسيت استدعى مئات الجنرالات والأدميرالات إلى الاجتماع، دون الإفصاح عن تفاصيل، ما أثار ارتباكا وقلقا داخل المؤسسة العسكرية، خاصة أنه جاء بعد سلسلة من التغييرات الكبيرة التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب هذا العام.
ونقلت الصحيفة عن 10 مسؤولين مطلعين أن الاستدعاء وجه إلى كبار القادة العسكريين حول دول العالم، بما يشمل نحو 800 جنرال وأدميرال منتشرين داخل الولايات المتحدة، وعبر عشرات الدول.
الأسباب المحتملة
ذكرت شبكة “سي إن إن” بعض المسؤولين أعربوا عن المخاوف الأمنية بشأن وجود هذا العدد الكبير من الضباط رفيعي المستوى في مكان واحد في الوقت ذاته.
ونقلت “سي إن إن” عن مساعد في الكونغرس قوله إن “لم يكن هيغسث يخطط لإعلان حملة عسكرية جديدة كبرى أو إعادة هيكلة كاملة للقوات المسلحة العسكرية فلا أستطيع أن أتخيل سببا وجيها لذلك”.
وفي ذات السياق، أفاد مصدر مطلع لـ”سي إن إن” بأنه سمع نظريات تفيد بأن الاستدعاء يهدف إلى إجراء اختبار جماعي للياقة البدنية، أو تقديم إحاطة حول حالة وزارة الحرب (البنتاغون).
ومن بين الأسباب المحتملة أيضا هي الفصل الجماعي لبعض الضباط، لكن، وبغض النظر عن الأسباب فإن عقد اجتماع مفاجئ يضم هذا العدد الكبير من الضباط أمر خارج عن المألوف، بحسب “سي إن إن”.
فيما رأى مراقبون، أن هذا الاجتماع قد يرتبط باستراتيجية الدفاع الوطني الجديدة التي تعمل عليها الإدارة الأميركية، والتي من المتوقع أن تعيد ترتيب أولويات الجيش بحيث يصبح “الدفاع عن الوطن” الهدف الأول، بعد أن كانت الصين تصنف لسنوات باعتبارها التهديد الأمني الأبرز للولايات المتحدة.
لكن غياب توضيحات رسمية، وتوقيت الاستدعاء المتزامن مع احتمال حدوث إغلاق حكومي، زاد منسوب الغموض وأثار تساؤلات داخل الأوساط العسكرية.
ومن المرتقب أن يشارك في هذا الاجتماع جميع الضباط برتبة عميد، أو ما يعادلها في البحرية، وممن يتولون مناصب قيادة، إضافة إلى كبار المستشارين في صف الضباط.
ويتوقع أن يشارك في هذا الاجتماع قادة من مناطق نزاع، إضافة إلى قادة عسكريين متمركزين في أوروبا، والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، أما الضباط الذين يشغلون مناصب إدارية فلن يشملهم الاستدعاء.
وجاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من تغييرات مثيرة للجدل أجراها هيغسث منذ توليه المنصب، منها تقليص عدد الجنرالات والأدميرالات، وإبعاده قادة كبار عن مناصبهم بدون مبرر.