الماتشا، مثل الشاي الأخضر، يُستخرج من نبات كاميليا سينينسيس ويُعرف بتركيزه العالي من مضادات الأكسدة. وقد ازدهر انتشاره في السنوات الأخيرة، حيث باتت معظم المقاهي تقدّمه كخيار بديل للقهوة.
لكن مع تزايد استهلاكه، بدأت تظهر تقارير تُشير إلى آثار جانبية محتملة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض طبيعي في مستويات الحديد، أو أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا.
ماتشا وفقر الدم
الممرضة والمؤثرة في مجال نمط الحياة والجمال لين شازين (28 عامًا) صدمت متابعيها على “تيك توك” مؤخرا عندما كشفت أن مشروبها المفضل – الماتشا – تسبب لها بفقر دم حاد.
قالت شازين: “انخفضت مستويات الحديد لديّ بشكل كبير بسبب الماتشا. أصبحت مصابة بفقر دم شديد”.
وأوضحت أنها كانت تعاني أصلا من مستويات منخفضة من الحديد، لكن الأعراض اشتدت مؤخرًا، بما في ذلك الإرهاق الشديد والحكة الجلدية، بالتزامن مع زيادة استهلاكها اليومي للماتشا.
وأضافت: “الطبيب أكد أن السبب هو زيادة استهلاكي للماتشا، إذ لم يتغير أي شيء آخر في نظامي الغذائي اليومي”.
ما رأي الخبراء؟
تقول الدكتورة صوفي ديكس إن “الإفراط في شرب الماتشا قد يؤدي إلى فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، خاصة لدى الأشخاص النباتيين أو من لديهم مستويات حديد منخفضة أصلا”.
وتضيف: “كلما شربت الماتشا بشكل متكرر، خصوصًا مع أو بعد الوجبات مباشرة، زادت احتمالية تقليل امتصاص الحديد من الغذاء”.
ومع ذلك، تؤكد ديكس أن حدوث ذلك يتطلب عادة شرب كميات كبيرة من الماتشا القوي يوميا ولفترات طويلة.
توصي ديكس بعدم شرب الماتشا قبل أو بعد الوجبات مباشرة، وأن يُترك فاصل زمني من ساعة إلى ساعتين بعد تناول مكملات الحديد أو الأطعمة الغنية بالحديد.
في السياق ذاته، تقول أخصائية التغذية غابرييلا بالمييري: “لا داعي للخوف من شرب الماتشا، لكن من المفيد أن نعرف كيف يتفاعل مع امتصاص الحديد. وإذا كنت قلقا بشأن مستويات الحديد لديك، استشر طبيبك وأجرِ الفحوصات اللازمة”.