وقال ترامب لقناة فوكس نيوز يوم الثلاثاء: “أفترض أنكم جميعًا رأيتم الخريطة. لقد تمّ الاستيلاء على جزء كبير من الأراضي، وهذه هي الأراضي التي تمّ الاستيلاء عليها”.
رسالة البيت الأبيض إلى أوكرانيا واضحة لا لبس فيها. لقد اختفت تلك الأراضي، وحان الوقت للنظر في تسوية إقليمية مع فلاديمير بوتين، أو كما أسماها البعض، تبادل الأراضي.
في المقابل، أحضر فريق زيلينسكي خريطته الخاصة إلى الاجتماع، وصرح زيلينسكي لاحقًا بأنه كان “يُجادل بشأن ما هو موجود على تلك الخريطة” خلال حديثه مع ترامب، بشأن “من يسيطر على ماذا – ليس بالإشاعات، بل في الواقع”، بحسب ما ذكر موقع “بي بي سي” البريطاني.
ورغم شعوره بأنه أحرز بعض التقدم في تصحيح أي انطباعات خاطئة، إلا أن وجهة نظر ترامب بحلول يوم الثلاثاء كانت هي نفسها، إذ قال إنه كان من الواضح أن القوة الروسية “أصبحت أقوى بكثير، وكما تعلمون، لم يتوقفوا”.
روسيا تسيطر على 79% من دونباس
وعندما سُئل عن الشعور السائد في الغرفة مع القادة الأوروبيين بشأن تبادل الأراضي، قال: “الآن يتحدثون عن دونباس، لكن دونباس الآن.. مملوكة لروسيا وتسيطر عليها بنسبة 79%”.
وقال زيلينسكي إنه جادل أيضًا بشأن النسب المئوية على خريطة البيت الأبيض التي تُظهر السيطرة الروسية في عدد من المناطق الأوكرانية، والتي تتراوح بين 99% من لوغانسك و76% من دونيتسك في دونباس؛ و73% من كل من زابوريجيا وخيرسون في الجنوب الشرقي؛ 4% في خاركيف شمال شرق البلاد؛ و1% في كل سومي وميكولايف.
وعلى الرغم من أن روسيا تسيطر على بعض الجيوب في منطقتي سومي وخاركيف، إلا أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على ما يُقدر بـ 6600 كيلومتر مربع من دونباس.
وأسفر تحليل أحدث البيانات الصادرة عن معهد دراسات الحرب الأميركي عن أرقام مماثلة لتلك التي أعلنها البيت الأبيض، وقد تُعزى أي اختلافات إلى اختلاف المنهجية المُستخدمة، لا سيما فيما يتعلق بمدى السيطرة الروسية على منطقة ما. فقد يكون جزء منها تحت سيطرة محدودة أو مجرد ادعاء من موسكو.
على الرغم من التقدم الذي أحرزته القوات الروسية في الأشهر الأخيرة، يُقدّر معهد دراسات الحرب أن الاستيلاء على ما تبقى من منطقة دونيتسك “سيستغرق على الأرجح سنوات عديدة من القوات الروسية لإكماله بعد عدة حملات عسكرية صعبة”.
لم يكتفِ بوتين بفرض سيطرته على مساحات شاسعة من أوكرانيا، بل ضمّ بالفعل أربع مناطق، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، على الرغم من أن العديد من المناطق لا تزال بعيدة عن متناوله.
زاخاروفا: الخريطة صفعة قوية
صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن خريطة أوكرانيا، التي تم عرضها في البيت الأبيض، خلال محادثات ترامب، وفلاديمير زيلينسكي، كانت بمثابة صفعة قوية، على وجه نظام كييف وأنصاره.
وقالت زاخاوفا عبر إذاعة “سبوتنيك”: “كانت هذه اللوحة، بمثابة صفعة قوية على الوجه، وكان من المفترض أن تعيدهم إلى رشدهم، كل أولئك الذين انفصلوا لسنوات عن التاريخ والجغرافيا والواقع، ظلوا يتحدثون بلا انقطاع عن ساحة المعركة التي ستحسم فيها كل الأمور، دون أن يفهموا ما يتحدثون عنه”.
وأردفت: “ربما كان من المفترض أن تبهج هذه الصفعة زيلينسكي بطريقة سحرية، أعتقد أنه سيكون من الصعب جدا على أي شخص أن يعيده إلى رشده أخيرا”.
ووفقا لزاخاروفا، فإن الخريطة المعروضة أظهرت بوضوح لزيلينسكي، ومن يغطيه، ومن يدور في فلكه، كم خسروا بكل ما تعنيه الكلمة”.