ونشرت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحماس، يوم الأربعاء، مقاطع فيديو لاستهداف مروحية إسرائيلية شرق مخيم جباليا بصاروخ “سام 18″، أحد الأسلحة الفتّاكة، سوفيتية الصنع، كذلك استهداف قوة إسرائيلية بصاروخ “برو إيه” RPO-A الملقّب بـ”قاذف اللهب” أو “سلاح الشيطان”.
وقُوبلت تلك التسجيلات المصوّرة، بفرحة عارمة من رواد مواقع التواصل، إذ تداول النشطاء معلومات بشأن ميزة تلك الصواريخ وقدراتها التدميرية، وإمكانية تأثيرها في مجرى الحرب، بينما اعتبرها البعض إضافة قوية ترهب الجيش الإسرائيلي.
وفق تقديرات خبير عسكري لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن إدخال تلك الأسلحة الجديدة دليلٌ على تنوّع منظومة التسليح لدى حركة حماس، وقدرة مقاتليها على استخدام أنواع جديدة في ساحة المعارك، ورسالة للجيش الإسرائيلي بوقف استخدام المروحيات العسكرية بسماء غزة، خصوصا “الأباتشي” التي طلبها من البنتاغون مؤخرا، رغم امتلاكه 42 منها، وذلك لمنع اصطيادها من الأرض.
صاروخ “سام 18”
“سام 18”.. صواريخ تسمَّى بـ”ستريلا”، ضمن عائلة الصواريخ المحمولة على الكتف للدفاع الجوي، استخدمتها القسّام للمرة الأولى، بعد صاروخَي “سام 7″، و”سام 9” الأقل مدى وتطوّرا، في اشتباكات سابقة بعملية “طوفان الأقصى”.
ويعتبر صاروخ “سام 18” أكثر تطوّرا من الأجيال السابقة في عائلة “سام”، ويحمل اسم “إيغلا” بالشرق الأوسط، ومن أبرز قدراته، وفق تقارير عسكرية:
- يعد من الأسلحة الفتاكة، المضاد للطائرات.
- المدى نحو 5 كيلومترات.
- يعمل ضد الأهداف الجوية من ارتفاع 10 أمتار حتى ارتفاع 3.5 كيلومترات.
- يستهدف جميع المروحيات أو الطائرات ذات الجناح الثابت.
- يوجّه بالأشعة تحت الحمراء ووزنه نحو 11 كيلوغراما، ورأسه المدمّر نحو 2.2 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار.
- دخل الخدمة بالجيش الروسي عام 1983، وحاليا بأكثر من 33 دولة.
- محركه صاروخي يعمل بالوقود الصلب.
- يتألّف طاقمه من فرد واحد، ويطلقه المقاتل من فوق الكتف.
تثير مميّزات هذا الصاروخ قلق العديد من دول العالم، وفق وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، التي عزت ذلك إلى أنه بمثابة الحل الأمثل للدول الفقيرة وحتى التنظيمات الصغيرة والقبائل في مواجهة القوات الجوية بالجيوش النظامية.
ماذا عن “سلاح الشيطان”؟
السلاح الثاني كان صاروخ “برو إيه” RPO-A الملقّب بـ”قاذف اللهب” أو “سلاح الشيطان”، حيث استخدمته المقاومة في استهداف قوة إسرائيلية تحصّنت بمنزل في منطقة جباليا البلد، ما أدى إلى مقتل وإصابة كل أفرادها، وفق بيان لكتائب القسّام.
كما أن “برو إيه” مضاد للتحصينات ويعرَف في روسيا بـ”شميل”، وباللغة العربية “قاذف اللهب”، وتم تطويره عام 1984، وقدراته كما يلي:
- قاذف صاروخي حراري مملوء بخليط ناري ومحمول على الكتف روسي الصّنع.
- في أثناء حرب أفغانستان، حصل على لقب “السلاح الشيطاني”، ويشبه عمل قاذفة “لاو” المضادة للدبابات.
- يهاجم مواقع إطلاق النار المخفية للعدو أو قوات المشاة وتعطيل المركبات المدرعة الخفيفة والسيارات العسكرية.
- يُصيب أهدافا متنوّعة، فهو من عيار 93 ملم ويماثل قذائف المدفعية عيار 122-155 ملم.
- في أثناء انفجاره، تصاحب القذيفة نبضة حرارة مرتفعة وانخفاض حاد في الضغط الناتج عن انفجار خليط الوقود والهواء، ما يتسبّب بالقضاء على جميع الكائنات الحية بحجم يصل إلى 80 مترا مكعبا.
- في المناطق المفتوحة، يدمر مساحة 50 مترا مربعا، وبالأماكن الضيقة يدمّر حتى 80 مترا مربعا.
دلالات ورسائل
يقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إدخال حماس تلك الأنواع من الأسلحة له مدلولات ورسائل للجانب الإسرائيلي، خصوصا أن ذلك جاء في ظل المفاوضات الحالية مع الولايات المتحدة لإمداد تل أبيب بمروحيات “الأباتشي” الأميركية، لاستخدامها في غزة ضمن استراتيجيتها في المرحلة التالية من المعارك، بهدف إسناد القوات البرية والمشاة على الأرض، إلى جانب تنفيذ عمليات نوعية.
- صواريخ “سام” قذيفة شديدة التدمير تصطاد المروحيات العسكرية التي تمتلك إسرائيل منها نحو 142 مروحية؛ بينها 42 أباتشي هجومية، ما قد يدفعها إلى تقليل عدد طلعاتها الجوية بسماء غزة.
- المروحيات تطير على ارتفاعات منخفضة، مقارنة بالمقاتلات الحربية الأخرى عالية السرعة والارتفاع الشديد، ما يجعل تلك الأسلحة الجديدة صلاحا فعالا ضد تلك المقاتلات.
- إدخالها ساحة المعركة إضافة نوعية لقدرات حماس ضد الجيش الإسرائيلي، وقد تعرقل استخدامه لطائرات “الأباتشي” التي أُسْقِطَت بصواريخ “سام” في تجارب سابقة بأفغانستان.
- “سام” صواريخ غير موجّهة بأشعة رادارية بل بالأشعة تحت الحمراء، ما يصعب على رادارات المروحيات اكتشافها، وسرعتها تناسب سرعة الطائرات المروحية.
- تلك الأسلحة دليل على تنوّع منظومة حماس التسليحية والتدريب العالي لمقاتليها على استخدام أنواع جديدة من الذخائر.
- رسالة للجيش الإسرائيلي بأن المقاومة تمتلك صواريخ قد تصطاد مروحياته العسكرية، ما قد يدفعه إلى تقليل عدد طلعاتها بسماء غزة.