ويقود الوفد الأميركي المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بينما يقود الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي.
ومن المتوقع أن يستأنف وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي دوره كوسيط.
ونشرت وكالات أنباء إيرانية فيديو وصل وزير الخارجية والوفد المرافق له إلى روما للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران بعواقب عسكرية إذا فشلت المحادثات، مشيرا إلى أن هدفه الرئيسي هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وشدد ويتكوف مؤخرا على أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق إلا إذا أوقفت طهران بشكل كامل برنامجها لتخصيب اليورانيوم وتطوير الأسلحة، وهو موقف أشد صرامة من تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أن التخصيب المدني المحدود تحت رقابة صارمة يمكن أن يكون ممكناً.
وأعرب عراقجي عن انفتاحه على تقديم تنازلات بشأن البرنامج النووي ومستوى تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن إيران لا تريد تطوير قنبلة نووية. في المقابل، إيران تطلب رفع العقوبات الأميركية.
ومع ذلك، قال عراقجي إن التخلي الكامل عن التكنولوجيا النووية ليست موضع نقاش.
وتواصل ويتكوف وعراقجي لفترة وجيزة في نهاية الجولة الأولى الأسبوع الماضي، لكن مسؤولين من البلدين لم يعقدوا مفاوضات مباشرة منذ عام 2015، وتقول إيران إن محادثات روما ستُعقد أيضا بشكل غير مباشر عبر وسطاء من سلطنة عُمان.
وعرضت روسيا، وهي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، المساعدة والتوسط ولعب أي دور “يعود بالنفع على إيران والولايات المتحدة”.
ما قصة الاتفاق النووي؟
تسعى طهران إلى تقليص التوقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق سريع، بعد أن تكهن بعض المسؤولين الإيرانيين بإمكانية رفع العقوبات قريبا.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي إنه “ليس متفائلا ولا متشائما بشكل مفرط”.
من جهته، قال ترامب للصحفيين الجمعة: “أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة”.
كان ترامب انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران و6 قوى عالمية خلال ولايته الأولى عام 2018، وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران. وأعاد ترامب سياسة “أقصى الضغوط” على إيران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.
وتريد واشنطن من إيران وقف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تعتقد أنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.
ودأبت طهران على التأكيد على سلمية برنامجها النووي، وتقول إنها مستعدة للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، لكنها تريد ضمانات قاطعة بأن واشنطن لن تتراجع عن التزاماتها مرة أخرى كما فعل ترامب في عام 2018.
وانتهكت إيران منذ عام 2019 قيود اتفاق عام 2015 لتخصيب اليورانيوم بل وتجاوزتها بشكل كبير، حيث أنتجت مخزونات تفوق بكثير ما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج طاقة مدني.
وفيما يتعلق بموقف إيران التفاوضي، قال مسؤول إيراني كبير طلب عدم الكشف عن هويته إن الخطوط الحمراء لإيران تتمثل في عدم الموافقة مطلقا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، أو وقف التخصيب تماما، أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015.
وترفض إيران أيضا التفاوض على القدرات الدفاعية مثل الصواريخ.
ورغم أن طهران وواشنطن أكدتا عزمهما على مواصلة الدبلوماسية، فلا تزال هناك فجوة واسعة بينهما بشأن الخلاف المستمر منذ أكثر من عقدين.