وبينما قالت وسائل إعلام فلسطينية، الخميس، إنّ قصفا إسرائيليا استهدف مركزا طبيا في جباليا، أفادت أخرى بأن الجرافات الإسرائيلية دمّرت القبور وأخرجت جثث الموتى خصوصا حي الزيتون، وهو أكبر أحيائها من حيث المساحة والثاني بعدد السكان.
كما يفرض الجيش الإسرائيلي طوقا أمنيا حول المخيّم الذي يتعرّض للقصف المستمر، وفاقمت الأمطار التي ضربته على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، معاناة أهاليه.
وتداول نشطاء مقاطع فيديو، أظهرت فتى فلسطينيا وهو ينتشل طفلة استُشهدت بقصف إسرائيلي، ويسير وهو يحملها في طريق تغرقه المياه، بعد أن دمّر القصف منظومة الصرف الصحي بالمنطقة.
فما أبرز خصائص مخيّم جباليا؟
المخيّم الذي أُنشئ بعد نكبة عام 1948، من أكبر مخيّمات اللاجئين الثمانية في غزة، وضمن مناطق مدينة جباليا، ويفتقر عشرات الآلاف مِن سكانه إلى مأوى يقيهم البرد والأمطار، بعد استهداف مدارس ومناطق الإيواء، وضمن خصائصه:
- تعداد سكانه نحو 59 ألفا و574 لاجئا، وفق إحصاءات 2023.
- يقع شمال مدينة جباليا، وعلى مسافة كيلومتر عن الطريق الرئيسي “غزة ـ يافا”.
- يقطنه نحو 114 ألف لاجئ مسجل بوكالة “الأونروا”.
- تحدّه من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات لمجلس قروي جباليا، النزلة، وبيت لاهيا.
- أكثر المناطق اكتظاظا بغزة، حيث مساحته لا تزيد على 1.4 كيلومتر.
ما الأهمية الاستراتيجية لمدينة جباليا؟
وفق موقع “الذاكرة الفلسطيني”، فإنّ جباليا واحدةٌ مِن المدن الفلسطينية القديمة، ولها أهميّتها الاستراتيجية التي تتمثّل في التالي:
- تنقسم إلى 3 مناطق رئيسية، وهي بلدة جباليا والنزلة ومعسكر جباليا، إضافة إلى مخيّم جباليا.
- تبلغ مساحتها نحو 18 كيلومترا مربعا، وعدد سكانها 220 ألف نسمة، نصفهم من سكان المخيم، وفق تقديرات فلسطينية.
- لها تاريخ عريق منذ القرن الرابع الميلادي، حيث أقام الرومان على جزءٍ من أراضيها قرية “أزاليا”، والتي اندثرت عندما رحلوا عنها، ليتحوّل اسمها إلى جباليا.
- شوارع جباليا لا تزال تحتضن بعض الحجارة المتبقية من منازل قديمة، منها ما يعود إلى العهد العثماني.
- تعدّ منطلق الثورات ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ انطلقت شرارة انتفاضة الحجارة في 8 ديسمبر 1987، وامتدت لاحقا لكل الأراضي الفلسطينية، ليطلق على مخيمها اسم “مخيم الثورة”.
- تتكوّن من 8 تجمعات سكنية هي: مخيم جباليا، مدينة جباليا، النزلة، تل الزعتر، حي الكرامة، حي عباد الرحمن، حي الزهراء، مشروع العلمي.
- يبلغ طول شريطها الساحلي على البحر المتوسط قرابة 1.5 كيلومتر.
- تمت تسميتها نسبة لطبيعتها الجبلية، ومن المدن المقاربة لاسمها: جبلة في اليمن، وجبلة في سوريا.
- قد يكون محرفا من أزاليا الرومانية أو من جبالاية السريانية بمعنى الجمال أو من “جيلا” بمعنى الفخار والطين، وهناك مَن يقول إنها نسبة للجبالية ممن نزلوها في أواخر العهد البيزنطي، وفق مصادر تاريخية.
- مِن أشهر مَعالمها الأثرية مقبرة رومانية كُشِف عنها عام 1998، تعود إلى القرن الثاني الميلادي، وكنيسة جباليا البيزنطية، التي كُشِفَت بالصّدفة عام 1997، وتعود إلى القرن الخامس الميلادي، كما يوجد بها المسجد العمري الذي يعود تاريخه للقرون الوسطى.
لماذا تريد إسرائيل السيطرة على جباليا؟
ارتكب الجيش الإسرائيلي في جباليا عدة مجازر على مدار التاريخ، من بينها:
- مجزرة جباليا سنة 1967.
- مجزرة جباليا سنة 1968.
- مجزرة سنة 1987 التي أشعلت الانتفاضة الأولى.
- مجزرة جباليا في 2003.
- مجزرة اجتياح شمال غزة 2004.
- مجزرة جباليا من 27 فبراير 2008 حتى 4 مارس 2008.
- مجازر شرق جباليا خلال حرب 2009.
- مجازر خلال “طوفان الأقصى” 2023.
حسب صحيفة “الغارديان”، فإن القوات الإسرائيلية تُواجه معاركَ عنيفةً من جانب المقاومة الفلسطينية تمنعها من السيطرة على مخيّم جباليا، الذي له أهمية حيوية لقربِه من الحدود مع إسرائيل من معبر بيت حانون.
وتزعم صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن جباليا تعدّ معقلا لحماس، وكانت هدفا رئيسيا في حرب الجيش الإسرائيلي ضد الحركة في غزة.
وتضيف أنه “إذا سيطرت إسرائيل على جباليا والزيتون، كما تخطّط، فيمكن بعدها توسيع عمليتها بجنوب غزة”.
ويقول الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن اسم جباليا يبرز مع كلّ جولة تصعيد مع إسرائيل، حيث إنه أقرب نقطة إلى معبر “إيرز” ومنطقة محيط غزة، وهو المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى إسرائيل.
- السيطرة على جباليا وحي الزيتون إحدى أصعب مهمّات الجيش الإسرائيلي الذي أقرّ بمعارك ضارية مع مقاتلي القسام في تلك المناطق.
- أحضر جيش الاحتلال إلى محيط جباليا “الفرقة 162″ و”اللواء المدرع 401” و”لواء المشاة ناحال”، فضلا عن “لواء الاحتياط 551” وقوات النخبة الأخرى لمحاولة السيطرة، لكنه لم يستطِع تحقيق أي إنجاز عسكري يذكر في المخيم وفي كل غزة، بخلاف قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية وهدم المنازل.
- تدَّعي إسرائيل وجود قيادات حركة حماس في المخيم ومدينة جباليا، وهي ادّعاءات لا دليل عليها.
- إسرائيل فضلا عن استباحتها القطاع دون رادع أو رقيب، ترتكب مجازر وجرائم حرب بحق السكان العزل بالمخيم.
- جباليا من المناطق الأكثر فقرا والأكثر عرضةً للاجتياحات والقصف الإسرائيلي، وتقع على الحدود مع إسرائيل، ما يجعلها ذات أهمية استراتيجية كبيرة.