وقال مسؤولون أميركيون إن أوامر هيغسيث تندرج في إطار جهد أوسع لإعادة تقييم جميع العمليات ضد روسيا، لكنها صدرت قبل المشادة العلانية بين الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة.
ووفقا لمسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر، سيظل هذا التوقف ساريا أثناء استمرار المناقشات الدبلوماسية مع روسيا، رغم تحذيرات خبراء الأمن السيبراني ومسؤولي الاستخبارات من أن هذه الخطوة قد تفيد أحد أبرز الخصوم السيبرانيين للولايات المتحدة، مما قد يضعف نفوذ الولايات المتحدة في العمليات السيبرانية والتقليدية.
ويشمل هذا التوقف، العمليات التي تكشف أو تعطل البرمجيات الخبيثة الروسية قبل أن يتم نشرها ضد الأنظمة الأميركية.
ولم يقدم المسؤولون تفسيرا علنيا لسبب هذا القرار أو جدولا زمنيا لاستئناف العمليات. لكن مسؤولين سابقين قالوا إنه أمر شائع أن يصدر وزراء مدنيون أوامر بوقف عمليات عسكرية خلال مفاوضات دبلوماسية حساسة لتفادي عرقلتها.
وقد أثار قرار وقف العمليات السيبرانية انتقادات حادة من عدد من المشرعين الذين قالوا إن موسكو لم تقدم على خطوة مماثلة، مما يؤكد تقديم إدارة ترامب تنازلات للكرملين دون تدقيق آثارها على الأمن القومي الأميركي.
إذ وصف زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، هذه الخطوة بأنها خطأ استراتيجي حاسم، متهما ترامب بمحاولة كسب ود بوتين، بينما تواصل روسيا العمليات السيبرانية وهجمات برامج الفدية ضد البنية التحتية الأميركية.
كما حذر شومر من أن تقليص الأنشطة السيبرانية الأميركية قد يضعف الأمن القومي والاستقرار الاقتصادي.
مسؤول سابق في إدارة ترامب أوضح أن الرئيس يركز على الدفع بريادة الولايات المتحدة في المنافسة الاقتصادية، بدل شن الحروب التقليدية والسيبرانية التي سيكون الخاسر فيها واشنطن، لأنها لن تستطيع فيها مجاراة الصين وروسيا مجتمعتين أو على انفراد.
وأضاف أن الهجمات السيبرانية السابقة لروسيا، شكلت اختراقا أمنيا للأسرار العسكرية الأميركية، وأن واشنطن مازالت حتى الآن تواجه خسائر غير معلن عنها من عمليات اختراق سيبراني لمؤسسات أميركية مهمة، وأنها لن تصمد طويلا إن شنت الصين وروسيا حربا سيبرانية لأن أساليبهما متقدمة.
يأتي هذا القرار في وقت يواصل فيه مجتمع الاستخبارات الأميركي التحذير من أن روسيا تشكل تهديدا سيبرانيا مستمرا.
إذ وصف مكتب مدير الاستخبارات الوطنية “ODNI” روسيا بأنها تهديد سيبراني عالمي دائم في تقييمها لعام 2024، مشيرا إلى التجسس السيبراني، وحملات التضليل، والهجمات المحتملة على البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة والدول الحليفة.
كما أشار مسؤول دفاعي سابق إلى أن هذه الخطوة حتى لو كانت مؤقتة، قد تسمح للمتسللين الروس بإعادة تنظيم صفوفهم وتعزيز قدراتهم الهجومية.
ويأتي قرارا هيغسيث متناقضا نوعا ما مع نية الإدارة المعلنة لتبني موقف سيبراني أكثر عدوانية ضد خصوم الولايات المتحدة.
ففي اجتماع حديث للأمم المتحدة بشأن الأمن السيبراني، سلط مسؤول في الخارجية الضوء على التهديدات السيبرانية من الصين، لكنه لم يذكر مجموعات برامج الفدية المدعومة من روسيا، والتي استهدفت البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، بما في ذلك خطوط أنابيب الوقود والمستشفيات.