وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد نفذت واحدة من أكبر العمليات باستخدام أفضل وحداتها الخاصة، ونجحت في القضاء على محسوب وعصابته، والذي كان مطلوبا في عدة قضايا تتعلق بالقتل العمد، وتجارة المخدرات، والاتجار غير المشروع في الأسلحة.
وبعد مراقبة استمرت لعدة أشهر، تمكنت القوات من العالم نيوزتحركات محسوب وعصابته، الذين كانوا يتحصنون في منزل محاط بعبوات ناسفة بدائية الصنع. وبعد التخطيط المحكم، نفذت الأجهزة الأمنية هجوما منسقا باستخدام فرق متخصصة من الأمن العام والعمليات الخاصة، مما أسفر عن مقتله ومصرع عدد من أعوانه بلغ نحو 7.
وبلغت حصيلة المضبوطات 359 قطعة سلاح ناري، تشمل: قاذف أر بي جيه ، 8 قنابل F1، 3 رشاشات جرينوف ، 88 بندقية آلية ، 71 بندقية خرطوش ، رشاش متعدد، 187 فرد محلي الصنع، كميات كبيرة من الذخائر المتنوعة.
ويقول الخبير الأمني اللواء محمد السيد، إن محسوب كان يعتمد على ترسانة أسلحة متطورة، مما جعل مداهمته تتطلب دقة وتخطيطا أمنيا عاليا.
ويضيف السيد في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن ذلك بدا واضحا في مرحلة ما بعد القضاء على تلك البؤرة الخطيرة، حيث وجد أن المنزل الذي كان يتحصن به محسوب كان محاطا بعبوات ناسفة بدائية الصنع زرعها بشكل أشبه بشبكة من الألغام الأرضية لمنع أي قوات تقترب من منزله أو على الأقل تكبد القوات المداهمة خسائر كبيرة في صفوفها.
وتابع: “لم يكن محسوب مجرم عادي، بل كان يدير شبكة معقدة من الخارجين عن القانون، حيث استخدم نفوذه لإرهاب الأهالي وفرض السيطرة على مناطق واسعة، وقصته بالفعل تشبه الكثير من الأفلام التي تعاملت مع أباطرة الخارجين عن القانون وخصوصا المتعلمين منهم”.
وأوضح أن “الإيقاع به وأعوانه تطلب الاستعانة بعناصر أمنية ذات مواصفات خاصة، حيث كان يمتلك محسوب ترسانة كبيرة من الأسلحة ومنها الثقيل، حتى أنه استخدم ضد القوات قذائف آر بي جيه المضادة للدبابات، كما يتضح صعوبة العملية من خلال عدد الساعات التي استغرقتها المداهمة التي قاربت الـ 72 ساعة، حدث فيها تبادل كثيف لضرب النار”.
وتشير مصادر أمنية خاصة إلى أن الأجهزة الأمنية استخدمت تقنيات تتبع متطورة ل العالم نيوزاتصالات محسوب، والتي كشفت عن خططه لتنفيذ عمليات إجرامية جديدة قبل مقتله بأيام. كما تبين أن أحد مساعديه كان مسؤولا عن تهريب الأسلحة إلى مناطق أخرى من صعيد مصر، ما يفتح الباب لتحقيقات أوسع حول شبكات التهريب.
شهادة الجيران
أما آراء المواطنين في قرية العفادرة بمركز ساحل سيلم بأسيوط، محل الواقعة فقد اختلفت بشأن محسوب، فمنهم من كان يراه “حامل كتاب الله” كونه خريج الأزهر، وكان يقوم بأعمال خيرية ويغدق عليهم بالعطايا، والبعض ألبسه ثوب الضحية خصوصا بعد الفيديو الذي انتشر لمحسوب على مواقع التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ عملية إسقاطه، أما الغالبية من الناس فقالوا إنهم كانوا يعيشون في رعب دائم.
ويقول أحد الأهالي: “لم يكن محسوب يتردد في استخدام العنف ضد أي شخص يعارضه، والقضاء عليه خطوة إيجابية، لكن لا بد من تعزيز الأمن في هذه القرية حتى لا يظهر محسوب جديد”.
المثقف “المنحرف
من جهة أخرى، ترى أستاذ علم الاجتماع، الدكتورة مروة محمود، أنه أحيانا يكون انحراف الشخص المتعلم أخطر من الجاهل.
وتضيف: “صدقت العبارة التي تقول ويل للعالم إذا انحرف المثقفون، إذ أن انحراف الشخص المتعلم أو المثقف أكبر خطرا على المجتمع من الشخص الجاهل أو العشوائي، ذلك أنه يكون قادرا على اقناع من حوله من الأشخاص البسطاء أنه يحميهم ويوفر لهم خيرات الدنيا على الأرض، وفي الوقت نفسه يكون قادرا على تحصين نفسه من الوصول إليه بسهولة من الأجهزة الأمنية.”
وأشارت، إلى أن شخصية محسوب كانت تتمتع بهذا الذكاء الذي جعله يستمر في أعماله الإجرامية طوال السنوات الماضية رغم صغر سنه (45 سنة) مقارنة بكم الجرائم الجنائية التي تورط فيها.