وتشتد المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المسلحة، وتتحول مدينة منبج إلى مركز لذلك الصراع، وسط روايات متضاربة بشأن من يسيطر على المدينة.
وفي وقت سابق أعلنت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها للحوار، ودعت إلى بناء سوريا جديدة تشمل جميع السوريين.
كلام يبدو متطابقا الى حد كبير مع ما تعلنه فصائل المعارضة المسلحة، لكن لكل طرف دوافعه في التحرك العسكري على الأرض، في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا.
فالأكراد يبدو وكأنهم يحاولون ضمان نقاط دفاع متقدم واستمرار سيطرتهم على بعض المناطق غرب نهر الفرات خاصة وأنهم تراجعوا فيها لصالح فصائل المعارضة المسلحة، الموالية لتركيا.
ولا يبدو أنهم مستعدون لتقديم تنازلات والسماح بعبور فصائل المعارضة المسلحة الى مناطق شرق نهر الفرات.
وهي المناطق التي تحتوي أغلب آبار النفط، خاصة في دير الزور والحسكة، وتخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وفيها وجود عسكري أميركي.
أما فصائل المعارضة فيبدو أن أعينها باتت على تلك المناطق، ولا يبدو لحد الآن على الأقل أن أي طرف مستعد لتقديم تنازلات.
وضع سينعكس بشكل مباشر على أي مساع للحوار بين الطرفين، وينذر بمواجهات قد تشتد في المرحلة المقبلة وتهدد، حسب كثيرين بدخول أطراف أخرى على خط الصراع.
وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، قال مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، إن المسألة لا ترتبط بالأكراد فحسب، ولكن الأمر له علاقة وثيقة بمستقبل سوريا ككل.
وأضاف خليل أن مجموعات مرتبطة بتركيا تواصل هجماتها على قوات سوريا الديمقراطية، وسط موقف وصفه بـ”الضبابي” للدول الغربية إزاء هذا الملف.
ورغم تأكيد الولايات المتحدة على مواصلة تواجدها في شمال شرق سوريا، إلا أن خليل يرى أنه يتوجب على واشنطن أن تكون أكثر حزما تجاه الفصائل المسلحة التي تدعمها أنقرة، وأن تضغط بكل قوتها لوقف هجماتهم التي ستنعكس على كافة أنحاء البلاد.
وتابع مدير المركز الكردي للدراسات قائلا إن التحذيرات الأميركية للفصائل المسلحة ليست كافية، فالجماعات الموالية لأنقرة تشنّ هجمات شرسة تحت غطاء تركي.
وشدد خليل على أنه لا يمكن الحكم على خطاب وتصرفات الفصائل المعارضة المسلحة التي وصلت دمشق الأحد، فالأمر يتطلب بعض الوقت لمعرفة توجههم سواء كان “عروبيا” أو “متطرفا”.
واختتم خليل حديثه بالقول إن ما يهم تركيا من خلال الفصائل التي تدعمها والتي تواجه قوات سوريا الديمقراطية، هو تعزيز موقفها في المحافل الدول بامتلاكها لأوراق ضغط، بالإضافة إلى العمل على تدمير الإدارة الكردية الذاتية.