ترقب لنتائج "إنفيديا".. وهذا ما تعنيه للأسواق

وقد يسهم إعلان النتائج في تعزيز الثقة في السوق أو زيادة حالة التوتر بين المستثمرين، خصوصاً في وقت يتوقف فيه الزخم الذي شهدته أسواق الأسهم بعد الارتفاعات الكبيرة التي سجلتها في أعقاب الانتخابات الأميركية الأخيرة.

ترتكز التوقعات بشكل كبير على قدرة “إنفيديا” على تقديم نتائج قوية تعكس الطلب المتزايد على معالجاتها المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يشير إليه العديد من المحللين بوصفه العامل الحاسم في تحريك الأسواق.

في الآونة الأخيرة، أظهر قطاع التكنولوجيا قدرة لافتة على النمو، إلا أن استمرار هذا الزخم يعتمد بشكل أساسي على تطورات أداء الشركات الكبرى مثل “إنفيديا”، حيث تتوقع السوق أن تسهم هذه النتائج في تحفيز حركة التداول ودفع المؤشرات للأعلى.

أسبوع مزدحم

ومع صدور البيانات الاقتصادية الرئيسية وأرباح شركة Nvidia بشكل خاص من المقرر أن يقدم هذا الأسبوع إشارات مهمة لاتجاهات السوق العالمية، بحسب تقرير لـ “يورو نيوز”.

• هذا الأسبوع، سوف تركز السوق على البيانات الاقتصادية السريعة لقطاعي التصنيع والخدمات (مؤشرات مديري المشتريات) من الاقتصادات الكبرى، بما في ذلك منطقة اليورو والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
• بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تعلن شركة الذكاء الاصطناعي العملاقة إنفيديا عن أرباحها الفصلية، لقياس مسار نمو قطاع التكنولوجيا.
• كما سيحتاج المستثمرون إلى مواصلة مراقبة قوة الدولار الأميركي ومدى تأثيرها على أسعار السلع الأساسية والعملات الأخرى في مجموعة العشرة والأسواق الناشئة.

ومن المقرر أن تكشف شركة إنفيديا عن أرباح الربع الثالث يوم الأربعاء 20 نوفمبر. ومن المتوقع أن تبلغ أرباح الشركة المستفيدة الأكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي 0.74 دولار  للسهم على إيرادات تبلغ 32.81 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 85 بالمئة و81.1 بالمئة على أساس سنوي.

أصبحت شركة إنفيديا أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، متجاوزة بذلك شركة أبل هذا الشهر بعد انضمامها إلى مؤشر داو جونز الصناعي. وتعتبر نتائج أرباحها مؤشراً بالغ الأهمية لقطاع التكنولوجيا في الأسواق العالمية.

آفاق إيجابية

العضو المنتدب لشركة “آي دي تي” للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد ، يقول لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن نتائج “إنفيديا” في الربع الثاني من العام 2024 كانت إيجابية بشكل كبير، حيث حققت أداءً قويًا للغاية.

سجلت الشركة ارتفاعاً بالإيرادات خلال الربع الثاني إلى 30 مليار دولار، بزيادة 15 بالمئة على الربع السابق، وبزيادة 122 بالمئة على أساس سنوي.

كما سجلت إيرادات قياسية خلال الربع نفسه فيما يخص مراكز البيانات بلغت 26.3 مليار دولار بزيادة 16 بالمئة مقارنة بالربع الأول، و 154 بالمئة على أساس سنوي.

وفقًا لسعيد، التوقعات تشير إلى ارتفاع كبير في الإيرادات خلال الربع الثالث، حيث من المتوقع أن تتراوح إيرادات “إنفيديا” بين 33 مليار دولار و35 مليار دولار. ويرجع ذلك إلى استمرار الطلب الكبير على الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، خاصة مع إطلاق نموذج “بلاك ويل” الجديد الذي لاقى قبولاً واسعًا في السوق.

تشير بيانات مجموعة بورصة لندن LSEG إلى أنه من المتوقع أن تسجل الشركة خلال الربع الثالث صافي دخل بقيمة 18.4 مليار دولار، وارتفاع الإيرادات إلى 33 مليار دولار.

توقعات سعيد تشير إلى أن موجة الذكاء الاصطناعي لا تزال متسارعة، مع ازدياد اهتمام الشركات الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”ميتا” بالاستثمار في هذا المجال، مشدداً على أن هذه الشركات تمثل عملاء رئيسيين لشركة “إنفيديا”، مما يدعم توقعات الأرباح والإيرادات الإيجابية للشركة.

لكن رغم الأداء الإيجابي المتوقع، يظل عديد من المستثمرين متحفظين بشأن الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها في قطاع الذكاء الاصطناعي. ويُتوقع أن يؤدي هذا التحفظ إلى موجات بيع لجني الأرباح حتى في حال الإعلان عن نتائج إيجابية، حيث يشعر البعض بالقلق من حجم الإنفاق الهائل في هذا القطاع.

وعلى الرغم من الريادة الحالية لشركة “إنفيديا” في سوق الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي، يرى سعيد أن الشركة قد تواجه تحديات قريبة مع دخول منافسين جدد إلى هذه السوق الواعدة.

وتبلغ القيمة السوقية لشركة “إنفيديا” 3.482 تريليون دولار، متجاوزة شركة أبل التي تبلغ قيمتها السوقية الآن 3.401  تريليون دولار، ومايكروسوفت 3.085  تريليون دولار.

 وارتفعت أسهم الشركة الرائدة في رقائق الذكاء الاصطناعي بنحو 184.73 بالمئة منذ بداية العام (بحسب بيانات companiesmarketcap)، بعد أن ارتفعت بنسبة 235.88 بالمئة العام الماضي.

اتجاهات الأسواق

وفي تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أفاد رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، بأن شركة إنفيديا لعبت دوراً محورياً في تشكيل اتجاهات الأسواق العالمية منذ أكتوبر 2023، وذلك بسبب تأثيرها القوي على قطاع الذكاء الاصطناعي.

أشار يرق إلى أن إنفيديا رفعت توقعاتها للربع الثالث بعد أداء قوي في الربع الثاني، مما دفع الأسواق للتفاعل بقوة مع هذه التطورات، مضيفاً: الذكاء الاصطناعي أصبح قطاعاً حيوياً في الأسواق الأميركية، ويُتوقع أن يظل هذا القطاع المحرك الرئيسي للنمو على المدى المتوسط والطويل.

كما أوضح أن انضمام إنفيديا إلى مؤشر داو جونز يعكس أهميتها ودورها المحوري في قطاع التكنولوجيا. وأكد أن الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي بشكل مستدام ستظل في صدارة الأسواق المالية والتكنولوجية.

كما لفت إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي قد يحقق نتائج ملموسة على المدى الطويل، وهو ما يعزز الثقة في القطاع.

وأضاف أن الأداء القوي لإنفيديا يعطي دفعة كبيرة للشركات المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، خاصةً أن إنفيديا تُعد واحدة من أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية، ما يجعل لها تأثيرًا كبيرًا وسريعًا على الأسواق الأميركية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن النتائج الإيجابية لإنفيديا تُعد مؤشرًا قويًا لنجاح قطاع التكنولوجيا، وتؤكد أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أهم المحاور المستقبلية للنمو الاقتصادي.