وكذلك عززت الشركة برنامج إعادة الشراء بخطة لإعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار.
ولكن السهم انخفض في التداولات الممتدة.
وتقود شركة “إنفيديا” طفرة الذكاء الاصطناعي في العالم، مما ساهم في تعزيز قيمتها السوقية لتتجاوز 3 تريليون دولار، حيث ارتفعت بنحو تسعة أضعاف منذ نهاية العام 2022 وتجاوزت كل الشركات في التقييم، باستثناء أبل (تفوقت على أبل لفترة وجيزة في يونيو الماضي، قبل أن تستعيد مصنعة الآيفون الصدارة).
بالإضافة إلى الإبلاغ عن نمو الإيرادات السنوي بنسبة 122 بالمئة يوم الأربعاء إلى أكثر من 30 مليار دولار، قالت إنفيديا إن المبيعات في الفترة الحالية ستقفز بنحو 80 بالمئة إلى ما يقرب من 32.5 مليار دولار، فيما كان المحللون يتوقعون ما يقرب من 32 مليار دولار.
ونقلت شبكة “سي إن بي سي” الأميريكية، عن المحللة في بيرنشتاين، ستايسي راسجون، قولها -قبل صدور التقرير- إنه لا توجد مؤشرات على تراجع الطلب على وحدات معالجة الرسومات GPUs من إنفيديا، وهي البنية الأساسية الأساسية لتطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقالت إنه لا يزال هناك قدر هائل من الطلب.. ما زالوا يشحنون كل ما يمكنهم بيعه”.
وتتوقع إنفيديا جمع عائدات بقيمة “عدة مليارات من الدولارات” من بلاكويل في الربع المالي الثالث، والذي ينتهي في أكتوبر.
- بلاكويل هي أحدث جيل من التكنولوجيا للشركة، بعد هوبر.
- كانت هناك بعض المخاوف من تأخر بلاكويل، لكن المديرة المالية كوليت كريس قالت في المكالمة مع المحللين إن “العرض والتوافر تحسنا”.
وقد ينظر بعض المستثمرين إلى هامش الربح الإجمالي لشركة إنفيديا، الذي انخفض قليلاً في الربع الثاني إلى 75.1 بالمئة من 78.4 بالمئة في الفترة السابقة.
وهذا أعلى من 43.5 بالمئة قبل عامين و70.1 بالمئة في الربع الثاني من السنة المالية الماضية.
وقالت الشركة إنها تتوقع أن يبلغ هامشها الإجمالي للعام بأكمله منتصف نطاق 70 بالمئة. وكان المحللون يتوقعون هامشًا للعام بأكمله بنسبة 76.4 بالمئة، وفقًا لشركة StreetAccount.
نهج مختلف
واتخذت إنفيديا نهجًا مختلفًا، وقال الرئيس التنفيذي جينسن هوانج في مكالمة، الأربعاء إن:
- تكنولوجيا إنفيديا ستأخذ العمل بعيدًا عن المعالجات التقليدية، مثل تلك التي تصنعها إنتل أو أيه إم دي.
- الذكاء الاصطناعي التوليدي سيبدأ في القيام بالمزيد من البرمجة، وأن شركات مثل ميتا يمكنها استخدام شرائح إنفيديا للأنظمة.. كما أن الدول بدأت في شراء المزيد من الرقائق.
- الأشخاص الذين يستثمرون في البنية التحتية لشركة إنفيديا يحصلون على عوائد عليها على الفور.
- إن نماذج الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي سوف تتطلب قوة حوسبة أكبر بمن 10 إلى 40 مرة، (وهو ما يتوافق مع التعليقات التي أدلى بها أخيراً الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت) .
كما قال إن عملاء إنفيديا الرئيسيين يتنافسون من أجل أن يكونوا أول من ينتج تطورات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن “أول من يصل إلى المستوى التالي يحصل على فرصة تقديم مستوى ثوري من الذكاء الاصطناعي. وثاني من يصل بعده يصبح أفضل بشكل تدريجي أو على نفس المستوى تقريبًا”.
عوامل مؤثرة
كبير الاقتصاديين في شركة “ACY” الأسترالية، الدكتور نضال الشعار، قال في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن جميع التقارير الصادرة بشأن نتائج أعمال “إنفيديا” لم تخيب توقعات نسبة كبيرة من المحللين.
وأضاف الشعار أن النتائج المعلنة تعكس شعورًا داخليًا بأن الشركة كان يجب أن تحقق إيرادات وأرباحًا أكبر، وأن تكون نظرتها المستقبلية أكثر تفاؤلًا مما هي عليه حاليًا، مشيراً إلى أن هذه الانعكاسات تشير إلى أن الشركة بدأت تتأثر بضغوط السوق، والتوترات بين الصين والولايات المتحدة، فضلًا عن ضغوط الحكومات حول ضوابط الذكاء الاصطناعي كصناعة عامة.
وأضاف أن استمرار مشاكل سلاسل التوريد والتوترات الجيوسياسية يؤثران على الشركة، مشددًا على أنه لا يمكن توقع استمرار صعود أية شركة إلى ما لا نهاية.
وأوضح كبير الاقتصاديين في شركة “ACY” الأسترالية أن “إنفيديا” قد نجحت في تحقيق ارتفاعات متواصلة غير مسبوقة، إلا أن رد فعل السوق مؤخرًا وتراجع سهم الشركة بشكل طفيف مع توقعات بانخفاضه إلى ما دون مستوى 100 دولار يعكس تحديات مستقبلية.
اتجاهات أسهم إنفيديا
من جانبه، أفاد كبير محللي الأسواق في “XTB MENA”، هاني أبو عاقلة، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بأن أرباح “إنفيديا” جاءت جيدة جدًا مقارنة بالربع السابق، مع معدلات ربحية قوية، إلا أن هناك بعض العوامل التي أدت إلى هبوط السهم.
أضاف أبو عاقلة أن من أبرز الأسباب وراء هذا التراجع هي التقييمات المشكوك فيها المتعلقة بأرباح وإعلانات شركة “SMCI”، التي ترتبط بشكل وثيق بـ”إنفيديا” بحكم كونها شريكًا في التصنيع، وعاملًا مهمًا في قراءة المبيعات الحقيقية للشركة. لذلك، التشكيك في “SMCI” يؤدي بدوره إلى التشكيك في “إنفيديا”.
وأشار إلى أن السبب الثاني يتمثل في عمليات جني الأرباح بعد الارتفاعات الكبيرة التي سجلها السهم، بالإضافة إلى الشريحة الجديدة من منتجات “إنفيديا” المتوقع أن تكون الأقوى حتى الآن، والتي تحيط بها بعض الشكوك حول استخدامها وأدائها، مما يضيف إلى حالة التشكيك العامة، فضلاً عن التقييمات العالية للسهم.
لكنه أوضح أن هناك عاملاً مؤثرًا في حركة السهم على المدى المتوسط والبعيد، وهو برنامج إعادة شراء الأسهم الذي تستهدفه الشركة بقيمة 50 مليار دولار، مما يعزز الثقة في السهم بشكل كبير.
رهان
وبحسب تقرير شبكة “سي إن بي سي” الأميركية، الذي اطلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فإن شراء أسهم إنفيديا عند هذه المستويات هو رهان على أن الشركة قادرة على مواصلة التفوق على التوقعات العالية للغاية، ويتطلب الاستعداد لقبول نوع التقلب في الأسهم الذي يقتصر عادة على الشركات الأصغر حجماً.
- بعد أن سجلت رقماً قياسياً في يونيو، خسرت شركة إنفيديا ما يقرب من 30 بالمئة من قيمتها السوقية على مدى الأسابيع السبعة التالية، لتخسر نحو 800 مليار دولار من قيمتها السوقية. ومنذ ذلك الحين، استعادت معظم تلك الخسائر.
- وعلى مدى العامين الماضيين، تحرك السهم بنسبة 5 بالمئة أو أكثر في يوم واحد في 50 مناسبة منفصلة.
ووفق التقرير، فإن أحد الأسباب وراء التقلبات المتزايدة التي تشهدها شركة إنفيديا هو اعتمادها على مجموعة صغيرة من العملاء –مثل مايكروسوفت وميتا وأبل- للحصول على قدر هائل من إيراداتها .
وقد اعترفت كل من شركتي ميتا وغوغل مؤخرًا بأنهما قد تنفقان أكثر من اللازم في بناء الذكاء الاصطناعي الخاص بهما، لكنهما قالتا إن خطر الاستثمار غير الكافي كان كبيرًا جدًا بحيث لا يمكنهما عدم اتخاذ موقف عدواني.
نتائج إيجابية
فيما اعتبر رئيس الأسواق العالمية في “Cedra Markets”، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أرقام ونتائج أعمال شركة “إنفيديا” بأنها جاءت ممتازة على الأصعدة كافة.
وأضاف يرق أن تراجع سهم الشركة الأخير وتصحيحه يعود جزئيًا إلى ما وصفه بـ “طمع المستثمرين”، خاصة في ضوء تجاوز قيمة “إنفيديا” حاجز 3 تريليونات دولار، مع ارتفاعات متواصلة منذ عام 2022.
وأشار إلى أن هامش الأرباح والإيرادات سيبدأ في تصحيح طبيعي، خصوصًا وأن 40 بالمئة من إيرادات “إنفيديا” تأتي من مشغلي مراكز البيانات الكبيرة مثل “غوغل” و”ميتا”، الذين يستثمرون عشرات المليارات في الذكاء الاصطناعي. وبالتالي، من المتوقع أن تتراجع الإيرادات عن معدلات الزيادة القوية التي شهدتها الفترات الأخيرة.
وتوقع يرق أن يشهد الربع الرابع من العام الجاري الوصول إلى حدود (ذروة) فورة الذكاء الاصطناع، مما يجعل من الصعب الاستمرار في تسجيل مثل هذه الارتفاعات الكبيرة، على حد تقديراته.
ليست فقاعة
وفي السياق، اعتبر خبير أسواق المال الرئيس التنفيذي لشركة “آي دي تي” للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن نتائج أعمال شركة “إنفيديا” خلال الربع الثاني من العام الجاري تعكس أداءً ماليًا قويًا حقيقيًا، وليست مجرد فقاعة مؤقتة كما توقع البعض سابقًا.
وأضاف سعيد أن نتائج الشركة تعزز ثقة السوق في السهم وتؤكد عدم وجود فقاعة، مشيرًا إلى أن الربحية التي تحققها أسهم التكنولوجيا القائمة على طفرة الذكاء الاصطناعي هي واقعية وتستند إلى أسس متينة.
وأشار إلى أن النتائج المعلنة تجاوزت توقعات السوق من حيث النمو القوي في القيمة السوقية ومعدل الإيرادات المحققة، بالإضافة إلى ربحية السهم الواحد التي بلغت 68 سنتًا.
وأوضح أنه على الرغم من هذه النتائج الإيجابية التي فاقت التوقعات، إلا أن السهم شهد تراجعًا وعمليات بيع مؤخرًا نتيجة اختلاف استراتيجيات المتعاملين. ومع ذلك، توقع سعيد أن يستعيد السهم مساره الصاعد مجددًا بعد استيعاب ضغوط البيع الحالية.
وتوقع كذلك تحقيق الشركة لمزيد من النمو في الإيرادات خلال الربع الثالث، خصوصًا في ظل إعلان الشركة عن برنامج لشراء أسهم خزينة بقيمة 50 مليار دولار، مما سيدعم سعر السهم وحركته في السوق، ويمنح مزيدًا من الطمأنينة للمتعاملين.