وفي حين بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعات بين تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” ومجموعات أخرى من بينها حركتي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد نور برعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في إفريقيا “إيقاد”، قال المبعوث الأميركي توم بيريلو على حسابه في منصة “إكس” إن اجتماعات أخرى، تستضيفها مدينة جدة تهدف لاختتام أشهر من المشاورات مع أطراف الصراع والشركاء الإقليميين والخبراء الفنيين، والآلاف من السودانيين المطالبين بإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.
جهود مكثفة
وأكدت تنسيقية “تقدم” وحركتي الحلو وعبدالواحد نور أن انخراطها في اجتماعات أديس أبابا، يأتي ضمن نهج تشاوري من أجل “تمكين السودانيين من امتلاك العملية السياسية وإدارتها”.
وقالت كذلك إن الهدف الأساسي من الاجتماع هو “الاتفاق على تصميم العملية السياسية، وهذا يشمل التوافق على أطرافها وكذلك الاتفاق على القضايا العاجلة، وأهمها إيصال المساعدات الإنسانية ووقف العدائيات وحماية المدنيين، بالإضافة إلى قضايا العملية السياسية، مع الربط بمسار وقف العدائيات”.
ووفقا لـ”تقدم”، فإن اجتماع أديس أبابا يسعى أيضا للاتفاق على مسار الانتقال المدني الذي سيتم التوافق عليه في العملية السياسية، والسعي لتوحيد المنابر أو على الأقل التنسيق مع المنابر المهمة الفاعلة.
من جانبها، أكدت الخارجية السودانية في بيان إرسال وفد إلى مدينة جدة برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات المقرر عقدها بجنيف في الرابع عشر من أغسطس.
حراك مدني
وطالبت أحزاب سياسية ومكونات مدنية تضم لجان مقاومة ونقابات مهنية، في مذكرة، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإيجاد حلول سلمية لإيقاف الحرب في السودان واتخاذ الخطوات الضرورية والإجراءات القانونية اللازمة لممارسة كل أشكال الضغط على أطراف الصراع للجلوس إلى طاولة المفاوضات في مؤتمر جنيف.
ودعت المذكرة، التي اطلع عليها موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى إظهار وجه العدالة الدولية بمحاسبة المتسببين في الحرب والداعين لاستمرارها.
وقالت: “يعول السودانيون كثيرا على هذه المفاوضات باعتبارها الفرصة الأخيرة المتاحة لتمسكه بأمل النجاة من هذا الكابوس الرهيب”.
وعبرت المذكرة عن أملها في أن يقود نجاح مؤتمر جنيف تلقائيا إلى فتح المجال للمنظمات المدنية السودانية بالدخول في حوار شامل حول المبادرات المتعددة المطروحة الآن في الساحة للوصول إلى خارطة طريق متفق عليها لتكوين الحكومة المدنية في الفترة الانتقالية أو التأسيسية.
وشددت المذكرة على:
- الإيقاف الفوري والنهائي للعمليات العسكرية وإنهاء الحرب والفصل بين القوات المتحاربة.
- فتح ممرات آمنة لإجلاء المحاصرين والتوصيل الفوري للمساعدات الغذائية والدوائية لكل محتاجيها في مختلف الولايات بإشراف المنظمات الأممية.
تدهور مريع للأوضاع الإنسانية
تأتي هذه التحركات في ظل تدهور مريع للأوضاع الإنسانية بسبب الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين من السودانيين وسط مخاوف من مجاعة تحاصر أكثر من 25 مليون من سكان البلاد. وتفاقمت الأوضاع أكثر بعد الفيضانات المدمرة التي طالت الأسبوع الماضي 11 من ولايات البلاد، البالغ عددها 18 ولاية.
وقال الباحث السياسي الأمين بلال إن “معاناة الشعب السوداني بلغت مراحل عصيبة بسبب الحرب والمجاعة وتعطل الحياة في معظم أنحاء البلاد”.
وأضاف: “تلوح في الأفق فرصة مفاوضات جنيف التي يجب اغتنامها”، محذرا من أن يلقي فشل المفاوضات بالمزيد من الظلال السلبية على مجمل الأوضاع بالبلاد.