ومع ذلك، بعد ما يقرب من 48 ساعة من إطلاق النار، اندهش المحققون من قلة الأدلة التي وجدوها حول عقلية كروكس ودوافعه المحتملة.
وحتى بعد نجاحهم في اختراق هاتفه وتفتيش جهاز الكمبيوتر الخاص به، والبحث في سجل بحثه وغرفة نومه، وإجراء مقابلات مع عائلته وأصدقائه، لم يعثر العملاء بعد على أدلة تشير إلى وجود دافع سياسي أو أيديولوجي لإطلاق النار، حسبما قالت مصادر لشبكة “سي إن إن”.
وقالت مصادر إنه بدلاً من ذلك، يبدو أن الأدلة التي عثروا عليها تظهر أنشطة نموذجية عبر الإنترنت بما في ذلك الاهتمام ببرمجة الكمبيوتر والألعاب، مما أثار المزيد من الأسئلة.
تحركات كروكس قبل 48 ساعة من الهجوم
في الـ 48 ساعة التي سبقت إطلاق النار على ترامب، قام كروكس، البالغ من العمر 20 عاما، بسلسلة من التوقفات داخل وحول مسقط رأسه في ضواحي بيتسبرغ.
وقال مسؤول في إنفاذ القانون لشبكة “سي إن إن”، إن الشاب ذهب يوم الجمعة إلى ميدان الرماية الذي كان عضوا فيه، وتدرب على إطلاق النار.
وأضاف أنه في صباح اليوم التالي، ذهب كروكس إلى متجر واشترى سلما طوله خمسة أقدام، ثم ذهب إلى متجر للأسلحة، حيث اشترى 50 طلقة ذخيرة.
بعد ذلك، قاد كروكس سيارته على بعد حوالي ساعة شمالا، لينضم إلى آلاف الأشخاص من جميع أنحاء المنطقة الذين توافدوا على تجمع ترامب في بنسلفانيا.
وقال المسؤول إن الرجل أوقف السيارة خارج التجمع، وكانت عبوة ناسفة مخبأة في صندوق السيارة متصلة بجهاز إرسال كان يحمله.
ويعتقد المحققون أنه استخدم سلمه الذي اشتراه حديثا لتسلق مبنى مجاور، وفتح النار على المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
هجوم أقوى
وفي إشارة إلى أن هجومه كان من الممكن أن يكون أكثر تدميرا، قال مصدر إن كروكس كان يحمل جهاز تفجير عن بعد على جسده، وكان صندوق سيارته يحتوي على صندوق معدني من المتفجرات متصل بأسلاك بجهاز استقبال.
ويشير ذلك إلى أن المسلح ربما كان يخطط لتفجير عن بعد، ويدرس المحققون النظرية القائلة بأنه ربما كان يخطط لتشتيت الانتباه أثناء إطلاق النار.
ومن غير الواضح كيف قام كروكس بتجميع العبوات الناسفة الموجودة في سيارته.
وقال مسؤولو إنفاذ القانون إن المحققين الذين قاموا بتحليل سجل بحثه على الإنترنت لم يعثروا على أي مؤشر على أنه كان يبحث عن كيفية صنع متفجرات محلية الصنع.
التدريب في نادي للأسلحة
وقد تم شراء بندقية من طراز AR التي استخدمها كروكس لإطلاق النار على ترامب بشكل قانوني من قبل والده ماثيو كروكس.
وقال المسؤول إن السلاح كان واحدا من بين أكثر من 20 سلاحا ناريا مسجلا لدى كروكس، والتي تم الاحتفاظ بها في منزل العائلة، وفقا لسجلات شرطة ولاية بنسلفانيا التي استعرضها المحققون.
وكان المسلح ووالده عضوين في نادي كليرتون الرياضي، وهو ناد للأسلحة يقع على بعد حوالي 25 دقيقة بالسيارة من منزله.
ويضم النادي، الذي ينخرط فيه حوالي 2000 عضو، ميدانا للرماية بالبنادق يبلغ طوله حوالي 182 مترا، وفقا لتحليل “سي إن إن” لصور الأقمار الصناعية، وهو أطول من المسافة بين كروكس وترامب عندما أطلق النار على الرئيس السابق بينما كان جالسا على مكان قريب.
تصرف فردي
وذكر مسؤولون في مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي أن المسلح الذي أطلق الرصاص في تجمع انتخابي تصرف بمفرده واستخدم بندقية “إيه آر” تم شراؤها بشكل قانوني.
وقال المسؤولون في اتصال مع الصحفيين، أنه ليس لديهم ما يشير إلى أن المشتبه به لديه مشكلات تتعلق بالصحة النفسية.
وأضافوا أن التحقيق في مرحلة مبكرة، وأنهم لم يحددوا بعد التوجه الفكري للمشتبه به، وقالوا إن “من أولياتهم العثور على الدافع وراء إطلاق النار”.