وكانت السفارة الروسية في بيروت قد أوصت مواطنيها أيضا بالامتناع عن السفر إلى لبنان حتى تهدأ الأوضاع في جنوب البلاد.
ويعكس التحذير الأميركي التباين في المواقف الصادرة من واشنطن فتارة، تؤكد دعمها لإسرائيل في حالة اندلاع الحرب وتتخذ خطوات فعلية في هذا الصدد، وتارة أخرى تواصل جهودها في أكثر من اتجاه لخفض التصعيد الأمر الذي يبعث رسائل متناقضة بشأن الوضع في لبنان.
ووسط هذا المشهد نقلت صحيفة وال ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين قولهم إن جهود إدارة بايدن للحد من تفاقم الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله تواجه صعوبات مرتبطة بتعقيدات ترتيب وقف إطلاق النار في غزة.
أضافت الصحيفة أيضا أن البيت الأبيض يصر على أن وقف التصعيد على طول الحدود الشمالية لإسرائيل لا يمكن أن يكون مشروطا بوقف بعيد المنال لإطلاق النار في غزة.
ويقول الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور طارق عبود، خلال حواره مع غرفة الأخبار على “سكاي نيوز عربية”، إن المشهد السياسي والأمني يتسم بالتعقيد والغموض، ولا سيما في لبنان وعلى وجه الخصوص في الجبهة الشمالية.
- منذ بداية الحرب على قطاع غزة، أكدت المقاومة أن هذه الجبهة تعمل كدعم لقطاع غزة، وأن توقف الحرب هناك سيؤدي تلقائياً إلى تهدئة الوضع في الجبهة الشمالية.
- تكمن أهم التحديات في مدى استعداد لبنان لهذه الحرب.
- تصعيد ستكون نتائجه مدمرة للطرفين، حيث لن يستفيد أحد من التكلفة الباهظة التي ستتحملها كلٌ من إسرائيل ولبنان.
- دعوة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش المستوطنين للاستيطان جنوب لبنان، وهو ما يعد تهديداً واضحاً باحتلال تلك المنطقة، الجدير بالذكر أن هذا ليس التهديد الأول الذي يوجه للبنان.
- تأتي مواقف الرئيس ميقاتي متوافقة مع سياق اللغة الدبلوماسية التي تتناسب مع الواقع الدولي والضغوطات الممارسة على لبنان.
- وفقا لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فإنه لا يمكن ربط هذه الجبهة بقطاع غزة نظرا لتعقيد الوضع هناك واحتمال استمرار الحرب لفترة طويلة.
- الوضع في قطاع غزة يعكس مشهدًا معقدًا ومن المحتمل أن تستمر هذه الحرب لفترة أطول.
- وفقًا للمواقف السابقة لجميع المسؤولين اللبنانيين، فقد كانت تؤكد على أن لبنان يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام التهديدات الإسرائيلية.
- يفتقر الإسرائيليون إلى رؤية واضحة لما بعد اليوم التالي، ولا يرغبون في إنهاء هذه الحرب التي لم تحقق أهدافها.. ومع ذلك، يستمر الحديث لديهم حول المرحلة الثالثة.
- تناولت التصريحات صادرة عن مسؤولين أميركيين، موقف الولايات المتحدة الرافض لتوسع الحرب في المنطقة ليصبح إقليمياً شاملاً، نظراً لما لذلك من تأثيرات سلبية على لبنان.
- أصدر غالانت أكثر من 62 تهديداً ضد لبنان، لكن يبدو أنه عقب مغادرته للولايات المتحدة أصبح أكثر واقعية وأدرك أن مصالح الولايات المتحدة لا تكمن في تصعيد الجبهة بل تتركز أولوياتها الحالية حول الحلول السياسية.
- لبنان في موقع الدفاع عن نفسه، ولديه القدرة والموارد التي تحول دون إمكانية شن إسرائيل لهذه الحرب.
- تقتضي الضرورة القصوى ببدء الحوار السياسي لتفادي اندلاع هذه الحرب، التي قد تؤدي إلى كارثة تتجاوز حدود الزمان والمكان، ولا يمكن التنبؤ بنتائجها أو معرفة نهايتها.
- فتح جبهة ثانية من قبل نتنياهو يعد مغامرة غير محسوبة وغير واضحة الأهداف، الأمر الذي سيجعل تحقيق هذه الأهداف صعباً للغاية، مما يمكن أن يؤدي إلى انتحار سياسي. ونتانياهو أذكى بكثير من الوقوع في مثل هذا الخطأ.
السلاح أم الدبلوماسية
من جهته، يؤكد الدبلوماسي السابق مسعود معلوف، ان الأمل في الحل الدبلوماسي لم يُفقد بالكامل، حيث تمارس الولايات المتحدة أقصى درجات الضغط على القيادة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو بطرق متعددة.
- لا تتضمن الضغوط الأميركية تهديدات بإيقاف إمدادات الأسلحة أو الدعم المالي، ولا تشمل التوقف عن مساندة إسرائيل في الأمم المتحدة، بل يتم استخدام القنوات الدبلوماسية مع وزير الدفاع الإسرائيلي خلال زيارته لواشنطن.
- عند لقاء وزير الدفاع الاسرائيلي بنظيره الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية الأميركية، كانت الرسالة التي نقلتها الولايات المتحدة واضحة للغاية، معربة بشدة رفضها توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية.
- تفتقر إسرائيل إلى الإمكانيات العسكرية اللازمة لفتح جبهة إضافية، خصوصا بعد مرور حوالي 9 أشهر على حربها في قطاع غزة دون تحقيق نتائج ملموسة.
- لا يزال حزب الله وإسرائيل ملتزمان بشكل ضمني بقواعد الاشتباك، عند خروج أي من الطرفين عن هذه القواعد، تتغير المعادلة بالكامل.
- وجود رغبة واضحة في الحفاظ على قواعد الاشتباك الحالية، مما يشير إلى عدم وجود نية حالياً لدى إسرائيل لتغيير هذا الوضع.
- يرى نتنياهو أن لديه مصلحة شخصية في استمرار الحرب، إذ يُعد طول أمد الحرب ضماناً لاستمراره في السلطة. وفي المقابل، فإن انتهاء الحرب يعني نهاية حكمه وربما تعرضه للسجن.
- يعتقد نتنياهو أن توسيع رقعة النزاع يساعد على استدراج الولايات المتحدة وإضعاف موقف الرئيس بايدن لدعم حليفه دونالد ترامب للفوز في الانتخابات المُقبلة.
- لا يتمتع الرئيس بايدن بالقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة ضد إسرائيل.
- ستشهد الساحة السياسية الأميركية تنافساً بين بايدن وترامب على من يمكنه إظهار دعم أكبر لإسرائيل فكلا الرئيسين يعتمدان بشكل كبير على الدعم القوي من اللوبي الإسرائيلي في أوقات الانتخابات.