وفي هذا السياق، تأتي قارة إفريقيا من بين المناطق التي تستهدفها المدينة، وقد أعلنت شركة طيران الإمارات الرائدة في دبي أخيراً، عن أنها ستعيد خدمتها إلى نيجيريا اعتباراً من الأول من أكتوبر المقبل.
تسعى دبي أيضاً إلى تسويق نفسها كوجهة على مدار العام، في الوقت الذي تروج فيه لرياضات مثل البادل، وهي رياضة تجمع بين التنس والاسكواش.
- ازدهرت دبي منذ فترة طويلة كبوابة للمسافرين العابرين باستخدام مركزها للتواصل والربط بين الوجهات العالمية.
- مع زيادة عدد أسرة الفنادق المتاحة بأكثر من الضعف في عقد من الزمن، بما في ذلك المزيد من المرافق للمسافرين ذوي الميزانية المحدودة، تمكنت المدينة من تحويل نفسها إلى وجهة في حد ذاتها.
هذا ما أكده الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والاقتصاد في دبي، عصام كاظم، في مقابلة مع بلومبرغ، قائلاً: “إن نسبة الزوار المتكررين في غضون عام تبلغ الآن 25 بالمئة”.
ويشير تقرير بلومبرغ إلى نجاح دبي -وهي المدينة التي تضم أطول برج في العالم، وأعمق حوض للغوص، وأكبر شركة طيران من حيث حركة المرور والسفر الدولية- في تمييز نفسها عن الوجهات الإقليمية الأخرى.
تأشيرة جديدة
تسمح تأشيرة سياحية جديدة بالدخول المتعدد إلى دبي لمدة خمس سنوات، وهو ما يتجاوز بكثير مدة 90 يوماً التي كانت معروضة سابقاً.
وقال كاظم إن السياح الصينيين كانوا من بين أولئك الذين اكتشفوا دبي كوجهة سياحية؛ حيث يأتي المزيد منهم كمسافرين مستقلين وليس في جولات إرشادية كبيرة.
وتستعد دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد دبي جزءاً منها، لتدفق أكبر من الزوار من خلال الإنفاق بكثافة على توسعة مطارها الثاني خلال العقد المقبل.
وبعد إيقاف المشروع لسنوات، تمضي دبي الآن في بناء محطة ركاب جديدة في مطار آل مكتوم الدولي كجزء من خطة بقيمة 35 مليار دولار أُعلن عنها الشهر الماضي.
واستقبلت دبي أكثر من 5 ملايين سائح هذا العام حتى شهر مارس. وقال كاظم إن المدينة حطمت الرقم القياسي للعام 2019 في العام الماضي، عندما زارها 17.5 مليون شخص.
وأشار إلى أن المدينة تمكنت من الحفاظ على جاذبيتها حتى في الوقت الذي تعاني فيه أجزاء أخرى من المنطقة من تأثير غير مباشر للصراعات في الشرق الأوسط التي تعيق بعض السياح.
وجهة سياحية دائمة
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال بن سيف الجروان، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الإمارات تسعى بشكل حثيث إلى تحول مدينة دبي إلى وجهة سياحية دائمة، خاصة وأن هذا التحول ذو أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد الإماراتي، مستعرضاً ذلك فيما يلي:
- تنويع الاقتصاد: التحول إلى وجهة سياحية دائمة يعزز من تنويع الاقتصاد بعيداً عن اعتماد الدولة على النفط.
- خلق فرص عمل: نمو قطاع السياحة يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات.
- جذب الاستثمارات: زيادة الاستثمارات تسهم في تعزيز البنية التحتية السياحية والفندقية ودعم القطاع.
- تنمية القطاع الخدمي: تطوير الخدمات المتعلقة بالسياحة مثل الفنادق والمطاعم والترفيه.
- زيادة الإيرادات الحكومية: زيادة دخل الحكومة من خلال الرسوم السياحية والضرائب وخلافه.
- دعم ريادة الأعمال: تعزيز قطاع ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة في السياحة.
وإلى ذلك، عدَّدَ الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، بعض العوامل التي تتوافر بدولة الإمارات، ومن شأنها أن تحول دبي إلى وجهة مستدامة للسائحين من مختلف أنحاء العالم، ومن بينها:
- البنية التحتية المتقدمة: الإمارات تعد رائدة إقليمياً في تطوير البنية التحتية، وتتوافر لديها شبكة مواصلات متطورة، ومطارات حديثة، ومرافق سياحية متكاملة.
- التنوع الثقافي: تتعامل الإمارات مع كل أشكال الثقافة، ويتوافر لديها مزيج فريد من الثقافة التقليدية والحداثة.
- الأمن والاستقرار: تتمتع الإمارات بمستوى عالٍ من الأمن والاستقرار، وتحقيقهما لجميع المتواجدين على أراضيها، وهو من أهم ما يجذب السائحين لأية دولة.
- التسويق والترويج: تعتمد الدولة على تدشين حملات تسويقية دولية؛ بهدف الترويج إلى مدينة دبي كوجهة سياحية متميزة، ما يساعد على جذب السياحة.
- التسهيلات السياحية: دائماً وبشكل مستمر تقدم الإمارات تسهيلات فيما تأشيرية مع تحسين خدمات التأشيرات للسياح.
- الفعاليات الدولية: دائماً ما تحرص دولة الإمارات على استضافة فعاليات ومعارض دولية واحتضانها، ما يسهم في جذب السياح.
- الجوائز العالمية : تصدر دولة الإمارات دول العالم في الحصول على عديد من الجوائز في المجالات المختلفة، على رأسها حصول دبي على لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين، عام 2024 من موقع “تريب أدفايزر” للعام الثالث على التوالي.
وفي تصور الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال بن سيف الجروان، فإن الإمارات تحتاج إلى بعض الإجراءات من شأنها أن تعزز من حركة القدوم إلى دبي كوجهة أساسية بعد أن كانت وجهة لعبور المسافرين، للبناء على ما تم تحقيقه، منها تعزيز تطوير البنية التحتية السياحية وتقديم حوافز للسائحين مع مواصلة تنويع الأنشطة السياحية، وكذلك إقامة المزيد من الشراكات الدولية، علاوة على تحسين تجربة السياح، وتعزيز الحملات الترويجية العالمية.
التأشيرة الجديدة
وأكد أن تطبيق التأشيرة السياحية الجديدة، سيعود على بتحقيق الكثير من المكاسب المتوقعة، لا سيما بالنسبة لشركات الطيران أيضاً، معدداً بعض تلك المكاسب على النحو التالي:
- زيادة عدد الرحلات: التأشيرة الجديدة من شأنها المساهمة في زيادة عدد الرحلات الجوية من وإلى الإمارات.
- زيادة الإيرادات: من المتوقع أن ترتفع إيرادات شركات الطيران من تذاكر السفر والخدمات المرافقة.
- توسيع شبكة الرحلات: تعزيز وتوسيع شبكة الوجهات التي تغطيها شركات الطيران.
- تحسين العلاقات الدولية: تعزيز العلاقات مع شركات الطيران العالمية وتبادل الخبرات.
- تحسين سمعة الشركة: تعزيز السمعة الدولية لشركات الطيران الإماراتية كمشغل رئيسي في السوق السياحية.
- تسهيل حركة السفر: تقديم تسهيلات تأشيرية للسياح تعزز من حركة السفر.
- إشغال الفنادق: بلغ متوسط نسبة الإشغال الفندقي في دبي 83 بالمئة في الربع الأول من العام ،2024 بزيادة ملحوظة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2023.
وفي السياق، أكد أن تحول الإمارات إلى وجهة سياحية مستدامة من شأنه أن ينعكس إيجاباً على اقتصاد المنطقة، من خلال تحفيز النمو الاقتصادي الإقليمي وتعزيز الاقتصاد المحلي بزيادة الإنفاق السياحي، وأضاف إلى ذلك:
- تشجيع الاستثمارات المشتركة: تعزيز التعاون والاستثمارات بين الإمارات ودول الجوار.
- تحسين البنية التحتية الإقليمية: تطوير وتحسين البنية التحتية في المنطقة لدعم السياحة المستدامة.
- تبادل الخبرات والتكنولوجيا: تبادل المعرفة والخبرات في مجال السياحة بين دول المنطقة.
- تحقيق التكامل الاقتصادي: تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة من خلال التعاون السياحي.
- تعزيز السياحة البيئية: الترويج لممارسات السياحة المستدامة والمحافظة على البيئة.
- مبادرات الاستدامة: مثل مبادرة “دبي تبادر” على سبيل المثال والتي تهدف إلى تقليل استهلاك عبوات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
- تنويع الأسواق: دبي تتبع نهجا لتنويع الأسواق عبر استراتيجيات وفعاليات في أكثر من 80 سوقًا.
الأسواق الرئيسية
وأفاد الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، في معرض حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” بأن الأسواق الرئيسية للزوار القادمين إلى دبي تتمثل في:
- أوروبا الغربية: 1.138 مليون زائر وتشكل 22 بالمئة من إجمالي الزوار.
- جنوب آسيا: 869 ألف زائر وتشكل 17 بالمئة من الزوار.
- رابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية: 817 ألف زائر، أي 16 بالمئة من الزوار.
- دول مجلس التعاون الخليجي: 664 ألف زائر، وهم يشكلون 13 بالمئة من الزوار.
- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: 605 ألف زائر، ما يمثل 12 بالمئة من حجم الزوار.
- شمال وجنوب شرق آسيا: 470 ألف زائر، وهو ما يمثل 9 بالمئة.
- الأميركيتان: 344 ألف زائر، أي 7 بالمئة من الزوار.
- إفريقيا: 202 ألف زائر، 4 بالمئة من الزوار
- أسترالاسيا: 70 ألف زائر، وتشكل 1 بالمئة فقط من الزوار.
تعزيز الناتج المحلي
من جهته، أكد عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في دبي، وضاح الطه، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن:
وأشار إلى أنه في العام 2023 شكل قطاع السياحة تقريباً نسبة 11.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإماراتي، ويُتوقع أن ترتفع مساهمة هذا القطاع خلال العام الجاري 2024 لتصل إلى 12 بالمئة.
ويشار إلى أن القطاع السياحي الإماراتي حقق نمواً كبيراً بنسبة 26 بالمئة في العام 2023 مقارنةً بعام 2022 ومتخطياً مستويات عام 2019 بنسبة 14 بالمئة.
وأفاد الطه بأن هناك مزايا أساسية تتمتع بها الإمارات، وهي ما تخلق حالة من التكامل في خلق الجاذبية للقطاع والاستثمار فيه، من بين أهم تلك المزايا ما يتعلق بالبنية التحتية القوية، علاوة على وجود مؤسسات فندقية ووحدات سكنية ومبان ممتازة، وقطاع طيران قوي وجذاب، باعتبار أن شركات الطيران الإماراتية تعد من أفضل الشركات في العالم والمنطقة على رأسها “طيران الاتحاد” و”العربية”.