تأتي هذه اللقطة، التي لاقت صدى كبيرًا داخل الأوساط الموريتانية، في فترة تشهد فيها باريس فقدان نفوذها التقليدي في القارة السمراء، بعد أن تمكنت روسيا من إخراج فرنسا من العديد من المناطق الإفريقية.
ماكرون يمسك المظلة لرئيس موريتانيا
رواد التواصل الاجتماعي الموريتاني، في قراءاتهم وتحليلاتهم المختلفة للصورة، يرون أنها رسالة دبلوماسية من الرئيس الفرنسي لاستعطاف نظيره الموريتاني، لتوطيد العلاقات بين البلدين في ظل تنامي التنافس الدولي حول المنطقة.
وكتب الصحفي الموريتاني سعيد حبيب في حسابه عبر منصة “فيسبوك” معلقًا على الصورة: “ربما كان مستغربًا لدى البعض أن يتحلى ماكرون ببعض القيم حين يستلم المظلة بنفسه لينفرد برفعها وقاية له ولرئيس الجمهورية من رذاذ باريس المتساقط أمام الإليزيه.”
وأضاف حبيب: “اليوم تحيل جزيئات المشهد إلى حفاوة بالرئيس ووقار يفرضه الموقف الفرنسي إزاء سياسة رجل لا يقبل أن يخسر أي صديق، حتى بات رقمًا تبحث عنه فرنسا كما تبحث عنه موسكو وواشنطن.. فيلتقي بالجميع بنفس مستوى طبيعة المناخ.”.
فيما كتب عبد الرحمن المقري معلقًا على الموضوع: “ماكرون يحتفي بفخامة الرئيس في قصر الإليزيه.”
وعلق الشيخ السالك عبر حسابه على منصة “إكس” قائلًا: “في الدبلوماسية، كل حركة لها مغزى وتعبر عن موقف معين. الصورة تعبر عن تقدير فرنسا للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وتمثل تثمينا لدوره كشريك يتمتع بثقة دولية كبيرة في منطقة الساحل التي تواجه دولها عدم استقرار ينعكس لا محالة على شعوبها.”
وأضاف السالك: “الرئيس غزواني نال ثقة الآخرين بسعيه وعمله الدؤوب لنيل ثقة شعبه.”
فقدان النفوذ في إفريقيا
فرنسا، التي ظلت لوقت قريب الشريك القوي للدول الإفريقية، باتت اليوم الخاسر الأكبر من الصراع العالمي الذي تشهده القارة الإفريقية بين واشنطن وروسيا والصين.
وتعتبر باريس اليوم، في ظل حكم جديد لبعض مستعمراتها السابقة في دول الساحل الإفريقي، شريكًا غير مرحب به بين تلك الدول التي أعلنت ذلك، مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وفي خضم النفور الإفريقي والابتعاد عن الحضن الفرنسي، ظلت موريتانيا تحتفظ بعلاقات وثيقة ومتطورة مع فرنسا.
ويرى مراقبون للشأن الإفريقي أن فرنسا، في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها الدبلوماسية الفرنسية في شبه القارة السمراء، تعمل بشكل كبير على تطوير علاقاتها مع موريتانيا.