والإثنين قضى 9 من أصل 60 مصابا تم نقلهم إلى مستشفى الفاشر الجنوبي، المرفق الطبي الوحيد الذي ما زال يعمل في الفاشر، متأثرين بجروحهم، وفق رئيسة الاستجابة الطارئة لأطباء بلا حدود في السودان كلير نيكوليه.
وقالت نيكوليه إنه في الفترة التي تلت اندلاع القتال في عاصمة ولاية شمال دارفور، استقبل المستشفى “707 مصابين” و”توفي 85 شخصا”.
منذ أكثر من عام، يدور قتال في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
والفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور تعتبر مركزا رئيسيا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان والذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
وهي الوحيدة بين عواصم ولايات إقليم دارفور الخمس التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وشهدت في هذا الشهر معارك عنيفة على الرغم من دعوات أممية متكررة للطرفين المتحاربين بتجنيبها القتال.
وأفاد شهود عيان بتجدد القصف المدفعي وإطلاق النار من الجانبين، فضلا عن غارات جوية للجيش.
وبسبب القتال يلزم كثر من السكان منازلهم وتحول المعارك دون تمكّنهم من النزول للشوارع لنقل جرحاهم إلى المستشفيات.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن المصابين الذين يصلون إلى المستشفى الجنوبي لا يلقون سوى “جرّاح واحد فقط”، مما يضع المنشأة “تحت ضغط شديد”.
وتسببت الحرب بإغلاق أكثر من 70 بالمئة من المرافق الطبية في البلاد ووضعت ما تبقى من مرافق تحت ضغوط كبرى.
وقالت نيكوليه: “لم يتبق لدينا سوى نحو 10 أيام من الإمدادات” للمستشفى الجنوبي، وحضّت الطرفين المتحاربين على توفير “ممر آمن” لتمكين المنظمة من تجديد المخزونات.
ومنذ اندلاع الحرب، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك ما يصل إلى 15 ألفا في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.
وأجبر القتال نحو 9 ملايين شخص على النزوح.
وبحلول نهاية أبريل نزح إلى ولاية شمال دارفور لوحدها أكثر من نصف مليون نازح جديد في العام الماضي، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة.