وأوضحت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية أنه من غير المرجح معرفة ما حدث بالضبط للمروحية التي كانت تقل رئيس البلاد وكبار المسؤولين على رأسهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وسقطت لتودي بحياتهم جميعا.
التقرير أشار إلى أن سجل السلطات الإيرانية في التلاعب بمواقع تحطم كوارث الطيران لا يسهم كثيراً في غرس الثقة بشأن النتائج التي تتوصل إليها، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى المزيد من التساؤلات.
على رأس هذه التساؤلات هو كيف يمكن لطائرة تنقل كبار المسؤولين في دولة كبيرة أن تختفي ببساطة داخل حدودها ولفترة طويلة؟.
الجواب الأكثر ترجيحاً هو أن السلطات الإيرانية علمت على الفور بما حدث، لكنها تباطأت بينما كانت تفكر في كيفية إبلاغ الشعب وكذلك العالم.
خلال تلك الساعات الطويلة التي لم يكن لدى المسؤولين فيها الكثير ليقولوه، انتشرت نظريات المؤامرة التي تنال من النظام لكن هناك ثلاث منها كانت الأبرز.
تورط إسرائيل
تعد إسرائيل هي الجاني المحتمل، ورغم نفي تل أبيب ذلك إلا أن هناك حالات سابقة قتلت فيها مسؤولين إيرانيين رئيسيين.
وبغض النظر عما إذا كانت إسرائيل قد لعبت دورا فإن الإيرانيين العاديين لن يستبعدوا احتمال أن تكون هذه رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي مفادها أن القوات الإسرائيلية تبدو قادرة حقاً على القيام بكل ما يحلو لها داخل إيران.
عملية داخلية
النظرية المزعجة الأخرى التي سيكون من الصعب على النظام التخلص منها هي فكرة أنها كانت عملية مدبرة داخليا.
وعلى الرغم من أن إيران نظام يخضع لرقابة مشددة، فإن هذا لا يعني عدم وجود منافسة سياسية.
ويُعتقد أن رئيسي قد تم اختياره من قبل المرشد الأعلى ليكون رئيسا، وعلى الرغم من أن كثيرا من المحللين شككوا في قدرته على الصعود إلى القمة، إلا أن اسمه طرح لكي ينافس على خلافة خامنئي.
والآن أصبح مجتبى، نجل خامنئي، هو الشخص الأكثر احتمالاً لتولي السلطة الكاملة للدولة بعد وفاة والده.
وفي نظر بعض الإيرانيين، فإن هذا سيجعل مجتبى ورفاقه مشتبه بهم بشكل مباشر وبالنسبة للمطلعين على بواطن النظام، فهي علامة أخرى على أن الاقتتال الداخلي المميت من المرجح أن يزداد بعد وفاة خامنئي.
حادث عرضي
لكن السبب الأكثر ترجيحًا لحادث تحطم المروحية المميت هو الأقل خيالا والأكثر إدانة أنه حادث وقع على الأرجح لأن البلاد في حالة متدهورة.
تعد إيران واحدة من أخطر الأماكن في العالم للقيادة أو الطيران، إن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق مذهل، حيث يبلغ متوسط الوفيات قرابة 17.000 شخص كل عام.
كما أن عدد حوادث تحطم الطائرات المميتة مرتفع بشكل غير طبيعي، ويمكن أن تعزى وفيات الرحلات الجوية إلى استخدام الطائرات القديمة التي تعرقل صيانتها بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
ومع ذلك، يتخذ الإيرانيون بما في ذلك كبار مسؤولي النظام، قرارات نقل محفوفة بالمخاطر طوال الوقت، يموت السياسيون أو يصابون في حوادث بشكل متكرر أكثر مما تعتقد.
هذا الأمر يطرح تساؤلات أخرى بشأن المغامرة برئيس البلاد وكبار أعضاء حكومته بالسفر جوا داخل البلاد في هذه الظروف من نقص معدات الصيانة واستخدام طرازات قديمة ووعورة التضاريس وسوء الأحوال الجوية، وعدم توفر وسائل أو معدات متقدمة لتتبع أماكن وجودهم.