يأتي هذا بعد شهرين من إعلان التنسيقية لموقع “سكاي نيوز عربية”، استمرارها في القتال ضد الجيش المالي، وتوسيع جبهاته “على سائر التراب الأزوادي”، رغم خسارتها معقلها في أزواد، وهو مدينة كيدال، وأنها “لن تتراجع حتى السيطرة على كامل حدود أزواد”.
وأزواد، التي سيطرت عليها الحركات المسلحة سعيا إلى الحكم الذاتي أو الانفصال عام 2012، دارت فيها معارك شرسة بين الجيش وهذه الحركات المتحالفة كذلك تحت اسم “الإطار الاستراتيجي الدائم” في أغسطس الماضي، حتى أخرجها الجيش من كيدال في 14 نوفمبر الماضي.
المحاكمات وتوسيع التحالفات
يقول الفردي لـ”سكاي نيوز عربية”، بشأن خطط التنسيقية لتحركاتها المقبلة:
- العمل الآن يجري على قدم وساق من أجل إسقاط المجلس العسكري، الذي سيطر على الحكم عبر انقلاب، وهناك تنسيق وتعاون مع المعارضة المالية بشقيْها السياسي المدني والعسكري، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
- في محاولة للسيطرة على المدن في الوقت الحالي من طرفنا، سيكون مبررا لنظام باماكو وحلفائه تدمير المدن بمن فيها.
- توجد لجنة تعكف على جمع أدلة الجرائم التي يقوم بها النظام ضد السكان المدنيين في شمال البلاد، لتقديمها لاحقا للجهات المختصة ذات الصلة.
- مثال على هذه الجرائم قصف “أمسر كاض” بالطيران المسيّر، هذا الأسبوع؛ ما خلَّف 10 قتلى منهم 5 أطفال، والباقون من النساء، والخسارة الأكبر لعائلة أفچيچس التي لم يبقَ منها سوى طفل، في تكرار لقصة الطفل “تالميظت” الذي بقي وحيدا بعد مقتل عائلته ومواشيهم في قصف للجيش المالي.
- نطالب الرأي العام الدولي ومجلس الأمن بأن ينظر إلى ما يحدث في أزواد بعين رحمة، ولو قليلا، لهذه الرقعة، أليست من الكرة الأرضية أم أن سكانها ليسوا بشرا والإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يخصهم؟
أبرز محطات أزمة أزواد
- في عام 2012، دخلت عدة حركات مسلحة، مكوّن غالبيتها من الطوارق، بالإضافة إلى عرب، في حرب مع السلطات؛ سعيا لتظفر بحكم إقليم أزواد، سواء بالحكم الذاتي أو الانفصال.
- انتهت الحرب باتفاق الجزائر للسلام عام 2015، الذي أعطى هذه الحركات بعضا من الصلاحيات في إدارة الإقليم، مع الاحتفاظ به ضمن التراب المالي.
- دأبت هذه الحركات على اتهام السلطات بعدم الالتزام ببنود الاتفاق.
- في عام 2022، انسحب الجيش الفرنسي من مالي، التي دخلها عام 2013، تحت اسم دعم الحكومة في الحرب على الإرهاب، وذلك بعد خلافات حادة بين باريس والنظام الحاكم الجديد في باماكو الذي اتهمها بالفشل في هذه الحرب، بينما اتهمته هي بالاستعانة بمرتزقة مجموعة “فاغنر” الروسية الخاصة المسلحة.
- عقب الانسحاب الفرنسي عام 2022، وما أعقبه من بَدء انسحاب قوة الأمم المتحدة لحفظ الاستقرار في مالي “مينوسما”، من إقليم أزواد، بناءً أيضا على طلب السلطات، سعت حركات في أزواد للسيطرة على الأماكن التي كان يسيطر عليها الفرنسيون وقوات الأمم المتحدة، فاشتعلت معارك بينها وبين الجيش الذي سعى من جانبه لتأكيد وجوده في الإقليم ككل.
- أعلن الجيش في 14 نوفمبر، سيطرته على مدينة كيدال.
- وفي يناير 2024، أعلنت الحكومة المالية خروجها من اتفاق الجزائر 2015، معتبرةً أنه يعطي شبه حكم ذاتي للحركات الأزوادية، وأعلنت أنها ستقوم بحوار ومصالحة داخلية لا دخل فيها لأطراف خارجية، ومؤكدة عزمها على وحدة الأراضي المالية.
ويتكوّن سكان أزواد في مالي من أعراق متعددة تجمع بين الطوارق والعرب والفولان والسونغاي، ويمثل الطوارق نسبة 35% من الأزواديين، بينما يمثّل العرب 25%.
وتبلغ مساحة أزواد 822 ألف كيلومتر مربع؛ أي نسبة 66% من المساحة الإجمالية لدولة مالي البالغة مليونا و240 ألف كيلومتر مربع.