ولطالما امتدح نتنياهو، في زيارته للولايات المتحدة، ترامب بوصفه “أعظم دعم لإسرائيل”، وسيسعى في الاجتماع المرتقب عقده مساء الإثنين لمطالبته بنهج أكثر صرامة ضد حركة حماس في غزة، وتحذيره من تطورات برنامج إيران للصواريخ الباليستية.
غير أن استقبال ترامب لنتنياهو في بالم بيتش قد يكون مختلفا هذه المرة، بحسب الشبكة، فترامب الذي وعد بأنه سيكون رئيسًا للسلام حذر من بعض الخطوات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الغارات على سوريا، كما أنه واع للرأي العام الأميركي الذي لم يكن مؤيدا للانخراط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
ورغم العديد من “عروض الصداقة البراقة”، بما في ذلك طلب ترامب الاستثنائي من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ منح نتنياهو عفوا وتبرئة من التهم التي يواجهها، إلا أن العلاقة بين الرجلين شهدت، في بعض اللحظات، توترا بسبب اختلاف رؤيتهما للسياسة الخارجية في المنطقة، وفقا لـ”سي إن إن”.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في الشرق الأوسط والآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: “أعتقد أن هذين الرجلين لا يثق أحدهما بالآخر. لست متأكدا حتى من أنهما يحبان بعضهما، لكن الحقيقة هي أنهما بحاجة لبعضهما. ترامب يحتاج إلى نتنياهو لتجنب انهيار خطته المكونة من 20 نقطة في غزة، ونتنياهو بحاجة ماسة إلى رئيس الولايات المتحدة لإدارة الدعوات المتزايدة لاستقالته”.
وأضاف: “الحاجة المتبادلة توجد درجة معينة من الاعتماد. قد لا يكون هذا اجتماعًا رائعًا، لكنه لن ينهار”.
وجاء هذا الاجتماع بعد أكثر من شهرين من سفر الرئيس ترامب إلى مصر لتوقيع اتفاق السلام في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، لكن بعض أجزاء الخطة ما تزال حبرا على ورق، ولم تطبق بسبب تجديد إسرائيل لقبضتها العسكرية على القطاع.
نزع سلاح حماس
وتشمل المرحلة الثانية لنزع سلاح حركة حماس، وبداية إعادة الأعمال، وإنشاء حكومة ديمقراطية لتسيير شؤون القطاع، إلى جانب إنشاء مجلس سلام سيقوده ترامب وزعماء عالميون آخرون للإشراف على العملية.
ونزلت واشنطن بكل ثقلها لدفع تل أبيب للانتقال إلى المرحلة الثانية، وترغب في الإعلان عن المزيد من التفاصيل حول إدارة غزة وقوة الاستقرار الدولية في الأسابيع المقبلة.
ولكن إسرائيل مترددة في الانسحاب أكثر من غزة دون نزع سلاح حماس، ما سبب توترا بين بعض مستشاري البيت الأبيض الذين يعتقدون أن نتنياهو يماطل في الانتقال إلى المرحلة الثانية.
ولم يخل تاريخ نتنياهو وترامب، خلال هذا العام، من خلافات، إذ استشاط ترامب غضبا بعد ضرب تل أبيب لقادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة في سبتمبر الماضي، وحثه على الاعتذار من القطريين.
سوريا ولبنان وإيران
وفي سوريا، يتناقض دعم ترامب للحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع مع تصميم إسرائيل على الحفاظ على مواقع عازلة.
أما في لبنان، فتدفع واشنطن نحو الدبلوماسية، بينما تشكك إسرائيل في قدرة بيروت على كبح جماح حزب الله دون اللجوء إلى حملة عسكرية أخرى.
كما أن إيران نقطة حرجة أخرى في علاقة الرجلين، إذ ينتظر نتنياهو ضوءا أخضر من واشنطن لقصف إيران بعد تزايد أنشطة برنامجها في الصواريخ الباليستية.
ورغم خلافاتهما نادرة من انفصل الرجلين علنا، وفي بعض المرات انبرى ترامب دفاعا عن نتنياهو وانتقد التحقيقات التي تواجه رئيس الوزراء، معتبرا أنها تشتت انتباهه عن الحرب الدائرة في المنطقة.


