ويمثل المجمع مورداً استراتيجياً في تأمين إمدادات الغاز الطبيعي والمواد الأولية للصناعات الحيوية، ما يجعله دعامة رئيسية للنمو الصناعي في البلاد.
قدرات إنتاجية ضخمة ترفد الاقتصاد الوطني
يعكس إنتاج حبشان اليوم مستوى تطور تقني وتشغيلي متقدم، تدعمه أرقام لافتة تشمل:
- 5.02 مليارات قدم مكعبة قياسية قدرة معالجة غاز التغذية.
- 270 ألف برميل يومياً من المكثفات.
- 5.85 ملايين طن يومياً من الكبريت السائل.
- 3.78 ملايين قدم مكعبة قياسية يومياً من غاز المبيعات.
- 21.7 ألف طن يومياً من سوائل الغاز الطبيعي.
وتتجاوز أهمية المجمع دوره الفني، ليصبح مكوّناً مالياً مؤثراً يساهم بأكثر من 60% من إيرادات “أدنوك للغاز“.
بنية تحتية تطورت عبر عقود
شهدت أصول المجمع مراحل تطوير متتالية منذ ثمانينيات القرن الماضي وصولاً إلى عقد 2010، ما جعله اليوم نموذجاً متقدماً في تشغيل المنشآت الضخمة بطريقة مستدامة وآمنة، لا سيما في معالجة الغازات المصاحبة وغير المصاحبة من الحقول التابعة لأدنوك.
محطة استراتيجية في أجندة مجلس إدارة أدنوك
احتضن مجمع حبشان الاجتماع السنوي لمجلس إدارة أدنوك برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حيث جرى استعراض إنجازات الشركة وخططها المستقبلية، بما في ذلك الموافقة على استثمارات رأسمالية بقيمة 150 مليار دولار للأعوام الخمسة المقبلة، ما يعكس اتجاهاً واضحاً نحو تعزيز أمن الطاقة ورفع القدرة الإنتاجية.
التطور التكنولوجي
يشير محلل أسواق النفط والطاقة في شركة Argus بشار الحلبي خلال حديثه الى برنامج “بزنس مع لبنى” على سكاي نيوز عربية، إلى أن العمل في حبشان لم يبدأ حديثاً، بل يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، غير أن التطور التكنولوجي خلال السنوات العشر الأخيرة أتاح التعامل بكفاءة مع الغاز الحامضي (Sour Gas) الذي كان إنتاجه مكلفاً ومعقداً.
ويؤكد أن هذا التطور مكّن الإمارات من الاستثمار واسع النطاق في هذا النوع من الغاز، بما يعزز قدراتها الإنتاجية والتصديرية.
الغاز… ركيزة في استراتيجية الإمارات لاقتصادات المستقبل
يضع الحلبي الاستثمار في حبشان ضمن إطار أشمل، إذ تسعى الإمارات إلى ترسيخ موقعها مركزاً عالمياً للتقنيات المتقدمة، وتشمل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
ويشير إلى أنّ هذه الأنشطة الاقتصادية تتطلب كميات ضخمة من الطاقة، ما يستدعي زيادة إنتاج الغاز لتلبية الطلب الصناعي والسكاني المتنامي، ولضمان إمدادات كهرباء مستقرة للصناعات الجديدة.
تعزيز الأمن الطاقي والاكتفاء المحلي
وفق تحليل الحلبي، يمثّل تطوير حبشان خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء المحلي من احتياجات الغاز، وحماية الاقتصاد من تقلبات أسواق الطاقة العالمية، إضافة إلى دعم قدرات الإمارات في تصدير الغاز الطبيعي المسال عبر مجمع الرويس واستثمارات «إكس آر جي» عالمياً.
قرار استثماري ضخم في بيئة أسعار منخفضة
يصف الحلبي قرار أدنوك بالاستثمار في ظل أسعار النفط عند حدود 60 دولاراً بأنه مؤشر على قوة التخطيط الطويل الأمد وقدرة الدولة على عزل نفسها عن تقلبات الأسعار.
ويشير إلى أن هذه الاستثمارات تعزز الثقة الدولية، وتؤكد استعداد الإمارات لتوسيع قدرتها الإنتاجية التي تبلغ حالياً 4.85 مليون برميل يومياً، مع إمكان رفعها مستقبلاً.
دور محوري في استقرار أسواق الطاقة العالمية
تعويض أي نقص في الإمدادات العالمية
على خلفية اضطرابات السنوات الثلاث الماضية — من حرب أوكرانيا إلى توترات غزة — سلط الحلبي الضوء على أهمية الإمارات والسعودية كالدولتين الوحيدتين القادرتين على تعويض أي خلل في إمدادات الطاقة العالمية خلال فترة قصيرة.
ويعتبر أن الاستثمارات الجديدة في حبشان تعزز هذا الدور المحوري، وتؤكد مكانة الإمارات كمزوّد طاقة موثوق عالمياً.
رافعة جيوسياسية ذات بعد اقتصادي
يرى الحلبي أن توسع قدرات أدنوك وامتلاكها احتياطيات إضافية يعزز دور الإمارات كقوة طاقية عالمية ويمنحها رافعة جيوسياسية مهمة، نظراً لقدرتها على ضمان الإمدادات واستقرار السوق خلال الأزمات.
أدنوك… انتقال من “شركة نفط وطنية” إلى “قوة طاقة عالمية متكاملة“
يشير التحليل إلى تحوّل أدنوك من نموذج شركة نفط وطنية تقليدية إلى شركة طاقة عالمية متكاملة، على غرار عمالقة القطاع مثل “شل” و”توتال” و”إكسون”.
ويبرز استقطابها المتزايد للاستثمارات عبر شركاتها المدرجة في سوق أبوظبي، وانفتاحها على شراكات جديدة، بما يعزز موقعها التنافسي عالمياً.


