وتتواصل هجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية في جنوب البحر الأحمر، والتي دفعت كثيرا من السفن لتغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح، بدلا من قناة السويس، الأمر الذي زاد من الوقت والتكاليف.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو”، أن مهمة إسقاط صواريخ ومسيرات الحوثي في البحر الأحمر، تمثل تحديا لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، بسبب التكلفة المادية الباهظة لذلك.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن لدى الحوثيين مخزونات ضخمة من الصواريخ والطائرات من دون طيار، مضيفة “هذا يعني أن التكلفة المادية للتصدي لأدوات الحوثيين ستكون مرهقة للغاية”.
حارس الازدهار
• أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارته للمنطقة عن تدشين عملية “حارس الازدهار” الدولية، وهي مهمة أمنية متعددة الجنسيات ستكون تحت مظلة القوات البحرية المشتركة CMF وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، وستركز على الأمن في البحر الأحمر.
• بحسب وزارة الدفاع الأميركية، تضم عملية “حارس الازدهار” عدة دول تشمل المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، للتصدي بشكل مشترك للتحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن الإقليمي.
• خلال اجتماع افتراضي عقده أوستن مع وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين من 43 دولة، أشار إلى فرقة العمل المشتركة “153” المكلفة بالأمن البحري الدولي وبناء القدرات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، باعتبارها منصة متعددة الأطراف يمكن الاستفادة منها لردع الهجمات في ظل التحالف الدولي تحت مظلة القوات البحرية المشتركة المكونة من 39 عضوا.
• اعتبر البنتاغون أن “البحر الأحمر يعد ممرا مائيا بالغ الأهمية وضروريا لحرية الملاحة وممرا تجاريا رئيسيا يسهل التجارة الدولية، ويجب على البلدان التي تسعى إلى دعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة أن تجتمع معا لمواجهة التحدي الذي يشكله هذا الفاعل غير الحكومي الذي يطلق الصواريخ الباليستية والمسيرات على السفن التجارية من العديد من الدول التي تعبر المياه الدولية بشكل قانوني”.
• ستقوم الدول المشاركة في العملية بتسيير دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
• وفق تقديرات وزارة الدفاع الأميركية، نفذ الحوثيون هجمات بأكثر من 100 “نظام جوي غير مأهول”، وأخرى بالصواريخ الباليستية استهدفت 10 سفن تجارية، كما احتجزوا السفينة التجارية “غالاكسي ليدر” وطاقمها الدولي المكون من 25 فردا، رهائن منذ 19 نوفمبر.
دور مهم.. وتأثير مُنتظر
يعتقد مدير مركز التحليل العسكري والسياسي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه بات من الأهمية بمكان التصدي للتهديدات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر، لكنه أشار إلى تخوفه من أن “عملية حارس الازدهار لن تكون كافية لحث مُلاك الشحنات التجارية على العودة من جديد لمسار البحر الأحمر وقناة السويس، لأنها لن تقضي على تهديد الحوثيين جذريا لكن ستُقلل منها”.
وأوضح وايتز أن “الرد الأميركي على تهديدات الحوثيين ربما كان ضعيفا منذ بدء الهجمات على السفن التجارية، إذ كانوا يحاولون إسقاط بعض الصواريخ، بيد أن الأمور باتت أكثر تعقيدا مع استمرار هذه العمليات لأسابيع والهجوم على سفن أجنبية وتابعة لشركات كبرى مما تسبب في ارتفاع تكاليف التأمين، وبالتالي أصبحت هناك مشكلة كبيرة”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة لديها القدرة على ردع تلك الهجمات، لكن إدارة جو بايدن لم تتخذ أي خطوات جادة في هذا الأمر قبل الإعلان عن عملية حارس الازدهار”، مرجعا ذلك إلى “خشية واشنطن من تصعيد الأوضاع في المنطقة، وخروجها عن السيطرة، فضلا عن قلقها من إمكانية تسبب ردها المباشر في عرقلة مسار السلام في اليمن”.
أغراض دفاعية
ترى الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن عملية “حارس الازدهار” تختص بالاستجابة لنداءات الاستغاثة من قبل الناقلات المستهدفة، ويمكن أن تلعب دورا في إسقاط الطائرات بدون طيار والمقذوفات الأخرى، ولكن حتى الآن “غرضها دفاعي تماما وليس القضاء على التهديد في مهده كإجراء استباقي”.
وبيّنت تسوكرمان أن القوات الأميركية “لم تتمكن من منع وقوع هجمات جديدة، إذ يواصل الحوثيون شن الهجمات بشكل شبه يومي”.
وتابعت قائلة: “طالما ظل الغرض من هذا التحالف دفاعيا، فلن يكون لدى الحوثيين أي سبب للخوف من الانتقام. وعلى الرغم من أن معدل نجاحهم في الهجمات على السفن التجارية قد ينخفض، إلا أنه لن يوقف عملياتهم”.
واعتبرت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية أن “الولايات المتحدة أجّلت في الوقت الحالي المزيد من الأعمال الهجومية ضد الحوثيين، ومع ذلك، فهي مسألة وقت فقط قبل أن تضطر إلى إعادة النظر في أولوياتها، خاصة إذا أصبح الحوثيون أكثر نجاحا في التحايل على الردود الدفاعية، أو إذا استهدفوا السفن الحربية الأميركية، أو وسعوا نشاطهم، أو إذا أدت هذه الهجمات إلى أي ضرر للقواعد الأميركية”.