وارتفع متوسط مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغير الشهري في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأساسية، بنسبة واحد بالمئة ليبلغ 128.3 نقطة في أبريل، مقارنة بـ127.1 نقطة في مارس.
وبهذا يكون المؤشر قد زاد بنسبة 7.6 بالمئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، مسجلاً أعلى مستوى له منذ منتصف عام 2023.
الحبوب تقود الارتفاع… والدوافع متعددة
أوضحت الفاو أن أسعار الحبوب ارتفعت بفعل تقلص المعروض العالمي من القمح، نتيجة ضعف الإنتاج في بعض المناطق المنتجة، لاسيما روسيا وأستراليا، إلى جانب تراجع التوقعات لمحاصيل الأرز في آسيا بسبب التغيرات المناخية وتأثيرات ظاهرة “النينيو”.
كما سجلت أسعار الذرة ارتفاعاً بسبب مخاوف من تقلص الصادرات من أميركا الجنوبية.
أما اللحوم، فقد ارتفعت أسعارها نتيجة زيادة الطلب من الصين والأسواق الآسيوية، فيما تأثرت منتجات الألبان بارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، بالإضافة إلى تقلّبات في سلاسل التوريد الأوروبية.
أسعار الغذاء تواجه ضغوطًا متواصلة
شهدت أسعار الغذاء العالمية تقلبات حادة منذ عام 2022، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي عطّل صادرات الحبوب والزيوت النباتية من البحر الأسود، ورفع تكلفة الشحن والتأمين.
ومع أن الأسعار تراجعت تدريجياً خلال 2023، فإنها ظلت مرتفعة مقارنة بالمستويات التاريخية.
ووفقًا لتقرير سابق للبنك الدولي، فإن اضطرابات المناخ، وتزايد الحواجز التجارية، وارتفاع تكاليف الأسمدة والطاقة لا تزال تشكل عوامل ضغط على أسعار الغذاء في الأسواق العالمية.
كما حذرت منظمة الفاو في تقاريرها المتكررة من أن استمرار تقلبات الأسعار قد يؤدي إلى تفاقم أوضاع الأمن الغذائي في الدول النامية، خصوصًا تلك التي تعتمد على الواردات الغذائية.
