واعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الخطوة الأميركية قد تفتح ما يمكن وصفه بـ”فصل جديد” في الحرب على أوكرانيا.
تصعيد للموقف وروسيا تحذر
• منح جو بايدن وبعض القادة الغربيين أوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة متطورة بعيدة المدى قدموها على مدار الشهور الماضية، لضرب أهداف في روسيا تنطلق منها عمليات لاستهداف مدينة “خاركيف” الأوكرانية، تلبية لطلب كييف الذي سعت له منذ أسابيع.
• يرى موقع “أكسيوس” الأميركي، أن هذه الخطوة تزيد بشكل كبير من قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد روسيا التي استغلت الحظر الغربي من خلال تنظيم قوات ومعدات بالقرب من حدود أوكرانيا، ولكن خارج نطاق الأسلحة التقليدية.
• رفض القادة الغربيون في السابق مثل هذه الضربات بسبب مخاوف من احتمال تصعيد الصراع، ومع ذلك قال مسؤولون إن السياسة الأميركية التي تحظر الضربات بعيدة المدى في عمق روسيا “لم تتغير”.
• حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلف شمال الأطلسي من السماح لأوكرانيا بإطلاق أسلحتهم على روسيا، وأثار مجددا خطر اندلاع حرب نووية.
• الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، رفض تحذيرات بوتين، قائلا إن الدفاع عن النفس ليس تصعيدا و”بوتين يهددنا فقط للتراجع عما نفعله”.
• سمحت بريطانيا قبل أسابيع لأوكرانيا باستخدام أنظمة صواريخ “ستورم شادو” بعيدة المدى لشن هجمات في أي مكان بروسيا، كما اتخذت فرنسا وألمانيا نفس الموقف مؤخرا.
خيارات التصعيد الروسية
وفق مؤسسة راند المتخصصة في التحليلات والأبحاث العسكرية، فمن غير الواضح حاليا ما هي الخيارات التصعيدية الواقعية التي تمتلكها روسيا للرد على تلك الخطوة.
وأوضحت أنه مع تأثر مخزونات أسلحة ومعدات روسيا بشكل كبير بحربها في أوكرانيا، فقد لا تكون في وضع يمكنها من توسيع الصراع إلى بلد آخر، وخاصة عضو في الناتو، كما أنه إذا اتبعت تهديدها باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، فإنها تخاطر بعلاقاتها مع الصين التي حذرت مرارا وتكرارا من أنه يجب عدم استخدام الأسلحة النووية في هذا الصراع.
وفي حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، قلل كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، من مخاطر التصعيد أو الانعكاسات على مسار الحرب في أوكرانيا، قائلا إنه “بالنسبة لروسيا في هذا الجزء من خط المواجهة، فإن الوضع سيعتمد على ما يحدث في الأجزاء الأخرى داخل أوكرانيا، وليس خاركيف وحدها”.
وأضاف إغناتوف: “في ظني فإن القوات الروسية سوف تتأقلم سريعا على الضربات الأوكرانية حال حدوثها كما هو متوقع، لكن الأمر سيكون له تأثير أخلاقي أكبر من تأثيره العسكري”.
وأوضح أن تأثير الضربات الأوكرانية سيظل محدودا حتى الآن، خاصة أنه ليس لدى كييف صواريخ تمكنها من ضرب القواعد بالقاذفات الاستراتيجية الروسية، كما لم تسمح الولايات المتحدة بعد باستخدام صواريخ “أتاكمس” لشن ضربات ضد روسيا.
ويعتقد خبير الأسلحة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، رافائيل لوس، أنه “إذا أعطت واشنطن الضوء الأخضر لاستخدام أنظمة أتاكمس، فإن ذلك قد يقلل من قدرة روسيا على استخدام أراضيها كملاذ للعمليات البرية”.
وتقول شبكة “سي إن إن”، إن الإدارة الأميركية تقف بحزم بالنسبة لعدم السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى المعروفة “أتاكمس” التي يمكن أن تصيب أهدافا على بعد 200 ميل أو 300 كيلومتر داخل روسيا.
ووفق إغناتوف فإن “كل ما في الأمر أن الوضع بالقرب من خاركيف سيكون أكثر تشابها مع الوضع في دونباس، ولكن إذا استمر رفع القيود وكانت هناك شحنات لأنواع جديدة من الصواريخ لأوكرانيا، فقد يصبح الوضع أكثر خطورة”.
ومع ذلك، قال عدد من المسؤولين والخبراء لنيويورك تايمز، إن إطلاق الصواريخ على روسيا، وضرب قواتها وقواعدها ومطاراتها وخطوط إمدادها، قد يؤدي إلى نتائج إيجابية فورية في أرض المعركة.
3 عناصر لصالح أوكرانيا
من واشنطن، قال نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، مارك كيميت، إنه كان من الضروري على الولايات المتحدة وحلفاؤها تغيير طريقة دعمهم لأوكرانيا، للحفاظ على حظوظ كييف في حسم المعركة لصالحها.
وأوضح كيميت الذي سبق أن شغل منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية والعسكرية، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن استراتيجية حسم أوكرانيا للحرب تتطلب 3 عناصر رئيسية لإبطاء تقدم روسيا، وتشمل:
أولا: يتعين على الإدارة الأميركية وحلفائها في الناتو تخفيف قواعد الاشتباك التقييدية التي وضعوها على الأسلحة التي يوفرها الغرب مما يسمح لأوكرانيا باستخدام هذه المعدات إلى أقصى إمكاناتها، في إشارة إلى استهداف الداخل الروسي.
ثانيا: حان الوقت لتحمل مخاطر أكبر مع المخزونات العسكرية الأميركية والغربية، خاصة أن هناك كمية هائلة من المعدات الجاهزة لا تزال محتجزة لحالات الطوارئ الأخرى في جميع أنحاء العالم والتدريب والاختبار.
ثالثا: تحتاج الإدارة الأميركية إلى توفير المزيد من القيادة لإلهام الغرب للبقاء في هذه المعركة، وعدم تحويل الأحداث العالمية الأخرى التركيز بعيدا عن أوكرانيا.
وأشار كيميت إلى أن الإدارة الروسية تفضل “حرب الاستنزاف الراهنة”، خاصة أنها تمثل إهدارا للقوات الأوكرانية والروح المعنوية كذلك، مشددا على أنه “يجب ألا يسمح للنكسات الأخيرة في أوكرانيا بأن تسبق هجوما مضادا روسيا كاملا في أواخر الربيع أو الصيف”.
واعتبر أن القيود على قواعد الاشتباك باستخدام الأسلحة الأميركية والغربية كانت تمنع أوكرانيا من الهجمات عبر الحدود ومن مهاجمة الأهداف الحيوية لروسيا، لافتا إلى أن تأثير ذلك سيكون في صالح أوكرانيا بأرض المعركة خلال الفترة المقبلة.