حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، أوضح في حديثه لسكاي نيوز عربية أن هؤلاء المقاتلين لم يُدرجوا ضمن اتفاقيات مثل صفقة شرم الشيخ أو خطة ترامب للسلام، وهو ما خلق فجوة في إدارة الأزمة.
وقال الدجني: “لا يوجد أي بند في هذا السياق، كأنه لم يكن هناك مقاتلين، وهذا يدفعنا لطرح سيناريوهات محتملة حول كيفية تعامل حماس مع هذا الملف”.
وأضاف أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن القيادة العسكرية لحماس تركت المقاتلين مؤقتا في الأنفاق اعتقادا منها بأن انسحاب إسرائيل سيكون سريعًا وأن الظروف الميدانية ستسمح بعودتهم دون كشف مواقعهم.
وأكد: “حماس لم تضحي بهم.. بل كانت تعتقد أن المرحلة الأولى ستتم بسلاسة، وأن المعدات الثقيلة والأدوات الفنية ستدخل غزة لتسهيل العملية”.
وبخصوص الاتهامات بانقسام قيادة حماس حول هذا الملف، قال الدجني: “هؤلاء لم يأتوا من السماء، هم فلسطينيون من عوائل محترمة، لذلك سيناريو التضحية بهم غير محتمل، ولو بنسبة واحد في المئة”.
وأضاف أن الاعتبارات العسكرية والأمنية كانت العامل الأساسي وراء عدم طرح هذا الموضوع على الطاولة السياسية، وليس الإهمال أو الانقسام الداخلي.
وحول دور واشنطن، أشار الدجني إلى أن تسليم جثة هدار غولدن جاء ضمن مساعٍ لتجنب العودة إلى الحرب، ولتسهيل عمل الوسطاء الأميركيين، مثل جاريد كوشنر والمبعوثين، مع إسرائيل وحماس.
وعن حجم الخسائر البشرية التي تكبدها المقاتلون خلال الأسبوع الماضي، قال الدجني إنه لا توجد إحصائيات دقيقة، مشيرًا إلى صعوبة التواصل مع المقاتلين أو القيادات العسكرية بشكل مباشر، وأن المعلومات المتاحة محدودة للغاية. لكنه أكد أن الهدف الأساسي لحماس هو عودة المقاتلين بسلامة إلى أهاليهم.
وسط هذه التطورات، تبقى قضية مقاتلي حماس العالقين في رفح أحد أبرز التحديات في ملف غزة، حيث تتقاطع الاعتبارات العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ويظل السؤال الأكبر حول قدرة جميع الأطراف على إيجاد حلّ آمن يضمن خروج المقاتلين دون المزيد من التصعيد.


