ويُظهر الفيديو لحظة توقف المحافظ خلال جولة ميدانية على كورنيش شط العرب في البصرة، حيث بادره أحد المواطنين بسؤال عن أزمة المياه والخدمات العامة، لتبدأ محادثة هادئة سرعان ما تحولت إلى حوار محتد، إثر مواصلة المواطن طرح أسئلة حول أداء المحافظ خلال السنوات السبع الماضية.
تفاعل واسع وانتقادات
وأثار تصريح العيداني ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل، حيث عبّر عدد من المستخدمين عن رفضهم لما وصفوه بـ”التقليل من شأن المواطن”، مؤكدين أن النقد وحرية التعبير حقوق دستورية لا ينبغي التعامل معها وكأنها منّة من المسؤولين.
واعتبر مغردون أن مهمة المسؤول تتطلب التحلي بسعة الصدر، والرد على الاستفسارات بلياقة، خصوصا عندما تتعلق بقضايا معيشية أساسية.
وكتب الصحفي فلاح المشعل: “يا أستاذ أسعد العيداني، أنت محافظ البصرة، ثاني أكبر محافظة بالعراق، واجبك أن تستمع للمواطن، وليس من المنطق أن تتفضل عليه بعدم الإساءة. هذا منطق لا يليق بك يا عزيزي”.
وأضاف: “لماذا تُستفز من سؤال مواطن؟ أنت موظف خدمة عامة، والمواطن جاء بك لهذا المنصب! ومن حق المواطن أن يسألك ماذا قدمتم؟ وتجيبه بحدود السؤال، بصورة لائقة وليس بهذه اللغة المنفعلة الغاضبة والمستفزة؟”.
أما طه الربيعي، فكتب على موقع فيسبوك: ” إن من صميم واجب المسؤول أن يُصغي لصوت المواطن، وأن يتحلى بالحكمة وسعة الصدر، لا أن يُشعر المواطن بأنه يتفضل عليه بمجرد الامتناع عن الإساءة. فالمواطن، يا سيادة المحافظ، لم يأتِ إليكم متجاوزا، بل جاء يسألكم عن أداء مؤسسة أنيط بها شأن البصرة وخدمة أهلها، ومن حقه المشروع أن يُسائل ويسأل”.
وأضاف: “أما الغضب والانفعال، فليسا من أدوات الحاكم الرشيد، ولا من أخلاق رجال الدولة الذين يُفترض أن يكونوا قدوة في الهدوء والحكمة وحسن التعامل”.
في المقابل، دافع آخرون عن المحافظ، معتبرين أن رده لم يخرج عن إطار اللباقة، وأن بعض المواطنين يعمدون إلى استفزاز المسؤولين لتحقيق أهداف إعلامية.
وكتب منتظر على موقع إكس: “المحافظ لم يخطئ.. الرجل وقف وتكلم مع المواطن بـهدوء واحترام لكن بعض الناس ملحة”.
وأضاف: “كل من يكون لحوحا لا يستحق الاحترام”.
أزمة مياه متواصلة
وتأتي هذه الحادثة في وقت تواجه فيه محافظة البصرة أزمة مياه حادة مع بداية موسم الصيف. وتعاني المحافظة من نقص حاد في مياه الشرب وتزايد نسب الملوحة، وسط تحذيرات رسمية من تجاوز بعض المناطق للحدود العالمية المسموح بها من حيث ملوحة المياه.
ويُعزى تفاقم الأزمة إلى الجفاف وتراجع منسوب الأنهار والتغيرات المناخية وسوء التخطيط، في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية بتحسين الخدمات وتوفير حلول مستدامة لأزمة المياه في واحدة من أغنى محافظات العراق من حيث الموارد.